السؤال
في سورة المدثر: ذرني ومن خلقت وحيدا ـ كنت أتخيل لها معنى آخر وهو أن الذي يتكلم هنا هو الإنسان الفاسق أو الكافر وليس الله ـ والعياذ بالله ـ وكنت أتخيل أن هذا الإنسان يقول هذا يوم القيامة عندما يكون وحده ويحاسب وحده، وخَلَقت: ظننتها خُلِقت، وكنت أتأثر كثيرا بسماعها حتى انتبهت البارحة لمعنى الآيات التي تليها، فما حكم هذا؟ وهل يصل درجة الكفر بحيث كان علي أن أفهم الآيات؟ كما أنني لم أكن أقول إن ما تخيلته في البداية هو معناها الحقيقي، وأظن أنني كنت أتوقع أن يكون لها معنى آخر، لكنني تخيلته كون الإنسان يحاسب وحيدا يوم القيامة لكنني لم أتوقع أنّ من يقول هذا هو الله تعالى.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالإنسان لا يكفر بجهله بالمعاني الصحيحة لآيات القرآن وفهمه لها فهما خاطئا، وقد وقع الخطأ في فهم بعض آيات القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض الصحابة، وكان عليه الصلاة والسلام يرشدهم إلى المعنى الصحيح ولم يحكم بكفر أحد منهم، مثل ما جاء في الصحيحين عن عدي بن حاتم ـ رضي الله عنه ـ قال: لما نزلت: حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ـ عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك، فقال: إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار.
وفي الصحيحين أيضا عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: لما نزلت: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ـ شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم.
ونظن أن سؤالك هذا من جراء الوساوس التي عليك أن تعرضي عنها، وانظري الفتوى رقم: 162511، وما أحيل عليه فيها.
كما نوصيك بمطالعة كتب التفسير للاستعانة بها على فهم القرآن الكريم.
والله أعلم.