السؤال
رأيت مُنتجًا سُمِّي باسم: هبة الطبيعة ـ أو ما أشبه ذلك، وأنا أعلم أنهم لو قصدوا حقيقةً أن الطبيعة أنعمت عليهم بذلك من دون أن يشاء الله ولا يرزقهم بشيء، بل من الطبيعة نفسها، أو جعلوها لله شريكة، فهذا كفر صريح بيّن، لكن إن قصدوا بها معنى مجازيًا فلا أظنها تجوز، إن قصدوا معنى مجازيًا ككون الطبيعة مصدر هذا الشيء، فهل ذلك كفر أكبر؟ توقفت في ذلك، وخفت أن أقول هو كفر، وامتنعت عن الكلام بغير علم، فهل كنت محقًا، وماذا علي أن أفعل؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تجوز نسبة الهبة إلى الطبيعة ولو كان القائل يقول ذلك على سبيل المجاز، لما فيه من احتمال المعنى الكفري الذي يعتقده الشيوعيون الكفار من أن الطبيعة لها تصرف في الكون، ومعلوم أن الشارع الحكيم ينهى عموماً عن المقولات التي توهم معنى فاسداً، وفي فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية: لا يجوز أن يقال ولا أن يكتب: لا زال في عالمنا بعض هبات الطبيعة ـ ولو ادعى في ذلك أنه مجاز، لأن فيه تلبيساً على الناس، وإيناسا للقلوب بما عليه أهل الإلحاد، إذ لا يزال كثير من الكفرة ينكر الرب، ويسند إحداث الخير والشر إلى غير الله حقيقة، فينبغي للمسلم أن يصون لسانه وقلمه عن مثل هذه العبارات، صيانة لنفسه عن مشاركة أهل الإلحاد في شعارهم ومظاهرهم، وبعداً عما يلهجون به في حديثهم حتى يكون طاهراً من شوائب الشرك في سيرته الظاهرة وعقيدته الباطنة، ويجب عليه قبول النصيحة وألا يتمحل لتصحيح خطئه، وينتحل الأعذار لتبرير موقفه، فالحق أحق أن يتبع، وقد قال الأول: إياك وما يعتذر منه.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 130353، وما أحيل عليه فيها.
وأما كونه كفرا أكبر: فلا، نظرا لأن قائل ذلك لا يقصد حقيقة معناه الكفري، ومن شروط المؤاخذة القصد، ففي سنن ابن ماجه بإسناد صحيح عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
والله أعلم.