السؤال
أسألكم عن حكم الدراسة بالجامعة المختلطة، مع العلم أنه لا وجود للجامعات غير المختلطة في بلادنا، فهل تجوز لي الدراسة في هذه الجامعة مع مراعاة الضوابط الشرعية، مع العلم أنه لا يمكنني ترك الجامعة، لأن والدي يصر على إكمال تعليمي ـ قسم البيولوجيا وعلم الأحياء ـ حيث يصر على إكمال دراستي إلى الماجستير، ولا يمكنني الضغط والإصرار عليه على ترك الجامعة خوفا من أن يصيبه مكروه ـ لا قدر الله ـ لأنه يعاني من مرض السكري، ومرض في القلب، ومسألة تركي للجامعة تسبب له قلقا كبيرا، وهذا سيؤثر سلبا على صحته المتدهورة؟ وكيف أتصرف في هذا الموقف؟ وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت منضبطة في دراستك في هذه الجامعة بالضوابط الشرعية، فلا حرج عليك في الاستمرار في الدراسة بها، طاعة لوالدك. وأما إن خشيت الوقوع في المحظور فطاعة الله مقدمة على طاعة الوالد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف.
ولقوله: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وحكم تعلم المرأة في المكان المختلط يختلف باختلاف نوع الاختلاط، فإن كان الاختلاط مباحاً بمعنى أن يكون الرجال والنساء في مكان واحد وتحت سقف واحد، لكن يتميز الرجال عن النساء بأماكن خاصة وتلتزم النساء بالحجاب الشرعي، والآداب الشرعية من ترك الخضوع بالقول والكلام لغير حاجة ونحو ذلك، فهذا جائز لا حرج فيه، فقد جاء في الموسوعة الفقهية: يختلف حكم اختلاط الرجال بالنساء بحسب موافقته لقواعد الشريعة، أو عدم موافقته، فيحرم الاختلاط إذا كان فيه: الخلوة بالأجنبية، والنظر بشهوة إليها، وتبذل المرأة وعدم احتشامها، أو عبث ولهو وملامسة للأبدان كالاختلاط في الأفراح والموالد والأعياد... ويجوز الاختلاط إذا كانت هناك حاجة مشروعة مع مراعاة قواعد الشريعة، ولذلك جاز خروج المرأة لصلاة الجماعة وصلاة العيد. اهـ بتصرف واختصار.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 5310، 208042، 48668.
والله أعلم.