السؤال
أنا طالبة منتقبة، أدرس في جامعة مختلطة (نظرا لعدم وجود جامعات خاصة بالفتيات) اختصاص هندسة، لبست النقاب رغم رفض والدي، والآن قررت أن أنقطع عن الدراسة بسبب الاختلاط، لكن والداي يرفضان انقطاعي عن الدراسة، وغضبا، وأخبرني والدي أنه لن يرضى عني هو ووالدتي إذا لم أطعهما، مع العلم أنهما لا يؤمنان بأن الاختلاط غير جائز، ويقولان إن طلب العلم فريضة، وأنه يجب أن أكمل دراستي، وأحصل على الشهادة على الأقل نظرا لما أنفقاه من مال لتعليمي، وأنا لا أستطيع مواصلة الدراسة؛ لأني عند دخولي للجامعة أشعر بضيق صدر شديد؛ لأنني أعلم أن وجودي في ذلك المكان لا يرضي الله عز وجل، إضافة إلى ذلك فأنا ربما أضطر للسفر من دون محرم للذهاب إلى المدينة التي أدرس فيها.
أرجو أن تدلوني على الطريق الصحيح الذي يرضي الله ورسوله؟ وهل أعتبر آثمة إن خالفتهما؟
وإن تمكنت من السفر بمحرم هل يصبح واجبا علي الاستجابة لهما؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاختلاط الشائع اليوم في الجامعات أمر منكر، يجرّ إلى المجتمع كثيراً من البلايا والفتن، ويفتح أبواب الفساد والشرور. وعليه؛ فالأصل الامتناع من الدراسة في الجامعات المختلطة، لكن إذا لم يكن بد من الدراسة في الجامعات المختلطة، فالواجب مراعاة أحكام الشرع وآدابه في التعامل بين النساء والرجال الأجانب، فمن ذلك غض البصر، واجتناب الخلوة المحرمة، وترك الكلام بغير حاجة؛ وراجعي الفتوى رقم: 48668
فإن كانت دراستك في هذه الجامعة تعرضك للخلوة، أو الاختلاط المريب بالرجال الأجانب، أو توقعك في محرمات لا تسلمين منها إلا بترك الدراسة في هذه الجامعة، فلا تلزمك طاعة والديك في إكمالها، بل لا يجوز لك ذلك.
وأما إن أمكنك متابعة الدراسة في تلك الجامعة مع اجتناب الخلوة، والاختلاط المريب، والسفر بغير محرم، فالذي نراه –والله أعلم- وجوب طاعتك لوالديك في إكمالها، لما ذكرت من تأذيهما الشديد بتركك للدراسة. وراجعي الفتوى رقم: 5310
والله أعلم.