الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبل دفع الوسوسة بتكفير كل يهودي ونصراني

السؤال

أنا شاب عمري 16 سنة، أعاني من مرض ‏الوسواس القهري مند حوالي 9 أشهر أو أكثر، وقد ‏حاولت كثيرا التخلص منه بالإعراض عن تلك ‏الوساوس، والحمد لله نجحت لمدة شهر أو شهرين، ‏لكن هذه المرة الحال مختلف، ففي الأول كانت ‏تأتيني وساوس على شكل صور وأفكار، وأقوال ‏قبيحة لكن تنتهي بالإعراض عنها والاستغفار. أما ‏الآن فأصبحت تأتيني تساؤلات في ديني، وشكوك ‏كثيرة لا أستطيع الإعراض عنها؛ لأني لو فعلت ‏تأتيني وساوس بأني لا أهتم بديني، وتوسوس لي ‏بأني كفرت-والعياذ بالله- فمثلا في موضوع اليهود ‏والنصارى وغيرهم من المشركين أنا أكفرهم ولا ‏أشك أبدا في ذلك، والآن كلما رأيت أجنبيا أمامي، ‏أو في التلفاز، أو في أي مكان تأتيني وساوس بأني ‏إن لم أقل بأنه كافر فأنا لا أكفر اليهود والنصارى. ‏وهذا كفر -والعياذ بالله-لكني أخاف فقط أن أكفر ‏مسلما أجنبيا عن غير علم، فأصبحت كلما رأيت ‏أجنبيا سواء في فلم، أو برنامج، أو أمامي لا بد أن ‏أقول إنه كافر، أو تأتيني وساوس بأني لا أكفرهم ‏أي اليهود النصارى وغيرهم من المشركين -‏والعياذ بالله-فماذا أفعل إخواني في هذا الموضوع، ‏مع العلم أن هذا مجرد مثال فأنا تأتيني دائما تساؤلات ‏لا أعلم إن كانت وساوس، فإن لم أجب عليها تأتيني ‏وساوس بأني كفرت -والعياذ بالله-فمذا أفعل ‏إخواني لقد أصبحت أعيش حياة كلها عذاب، و‏خوف من الكفر. أنا مسلم ولم أنو أبدا ارتكاب أي ‏ذنب يخرجني عن الإسلام.‏
أريد التخلص من تلك الوساوس فأنا مسلم وأعتز بذلك؛ لهذا أنا أستشيركم فساعدوني جزاكم ‏الله ألف خير.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا علاج لما تعاني منه من الوساوس إلا الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فمهما ألقى الشيطان في قلبك تلك الخواطر والأوهام فلا تكترث بها ولا تعرها اهتماما، فإن أوهمك أن هذا عدم مبالاة بالدين، فهذا أيضا من جملة وساوسه، فأعرض عن هذا الوسواس أيضا وتجاهله تجاهلا تاما حتى يعافيك الله تعالى. واعلم أن استرسالك مع هذه الوساوس يفضي بك إلى شر عظيم، فاقطع واجزم بأنك بحمد الله على دين الإسلام، وأنك لا تخرج منه بمجرد هذه الوساوس، بل عروض هذه الوساوس لك دليل على صحة إيمانك إن شاء الله، وأنت مأجور على مجاهدة هذه الوساوس ومدافعتها؛ وانظر الفتوى رقم: 147101. وبخصوص المثال الذي ذكرته، فإنه لا يلزمك الحكم على من لا تعرف دينه بإسلام أو كفر، فما دمت تحكم بكفر كل يهودي ونصراني، فهذا يكفيك عند الله تعالى، ولا تعبأ بما وراء ذلك من الخواطر والأوهام، وكذلك فافعل في كل ما يعرض لك في هذا الباب، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني