الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تشترط المواجهة بين المخطئ وصاحب الحق للعفو والمسامحة

السؤال

أنا سائرة في طريق التوبة, وأريد أن أخرج من هذه الدنيا وقد كفرت عن ذنوبي. عندما كنت في المرحلة الثانوية جمعت من صديقاتي مبلغًا ولم أعد لهن الباقي, مع أنني لست بحاجته, ولكنه الشيطان - عليه لعائن الله تترا - والمبلغ لا يتعدى الخمسين, وكلمت صديقاتي, فقلن إنهن قد سامحنني, ولكن بقية واحدة ولكني لا أذكرها, ولا أعرف من هي, ولقد قمت بالتبرع بهذا المبلغ عن جميع صديقاتي؛ حتى تبرأ ذمتي حتى لو سامحنني.
الثاني: وجدت في الجامعة مبلغ 35 ريالا ساقطة على الأرض وأخذتها ولا أعرف صاحبتها, ولقد تبرعت بالمبلغ وزدت عليه على نية صاحبته.
وعندما كنت صغيرة سرقت ساعة من محل تجاري, وأنا الآن أعرف مكان السوق, ولكني أجهل المحل الذي أخذت منه, وأخي أيضًا سرق أقلامًا من مكتبة وأتى بها, وقد كنت في السيارة فشجعته وأنا أضحك, وأقسم بالله إني كنت غبية وجاهلة بالدين, ولم أكن محتاجة أصلًا, فإذا تبرعت بها هل تبرأ ذمتي وذمة أخي؟
وأذكر أيضًا أنه حصل لي موقف مع إحدى معلماتي في المدرسة, وسأختصر الموضوع: فقد قمت بفعل وعندما استدعتني كانت نيتي الاعتراف؛ لأني لم أفعل شيئًا خاطئًا, وإنما سوء تفاهم, وعندما أتيت قالت إحدى زميلاتي: لا تعترفي فارتبكت, وأنا خوافة وجبانة وضعيفة الشخصية, فأنكرت وحلفت أنني لم أفعل شيئًا, وهي تلفظت عليّ بكلام؛ مما جعلني أبكي إلى أن وصلت البيت, ورآني أبي, وفي اليوم التالي تغيبت عن المدرسة, وذهب أبي دون علمي, وبدأ يشتم المعلمة, وعندما رأيت الموضوع كبر خفت ولم أعترف, وأنا الآن أخاف أنني ظلمتها, رغم أن الموضوع بسيط, ولقد جعلت إحدى المعلمات قبل فترة تتواصل معها, وطلبت منها مسامحتي فسامحتني وحللتني, وذلك الموضوع حصل قبل ثمان سنوات, وقد طلبت المسامحة منها قبل شهرين, فهل يلزمني أن أقابلها وجهًا لوجه؟ وهل يلزمني أن تتذكرني رغم أني أرسلت لها الموقف باسمي وهي سامحتني؟ وماذا أفعل الآن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله عز وجل أن يتقبل توبتك، وأن يمحو حوبتك، وأن يثبتك على هداه.

ومن المعلوم أن حقوق الخلق يشترط في التوبة منها التحلل من أصحابها, وذلك بردها إليهم إن أمكن, وإن تعذر ذلك فبالتصدق بها عنهم، فصدقتك بالحقوق التي عجزت عن ردها لأصحابها تبرأ بها ذمتك وذمة أخيك - إن شاء الله -.

وأما قضيتك مع معلمتك فما دامت قد سامحتك فقد برئت ذمتك - إن شاء الله - ولا يلزمك مواجهتها, أو غير ذلك.

وانظري للفائدة الفتويين: 93487 ، 5450.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني