الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأولى ألا يبخل الولد على والديه بما لا يضره

السؤال

أنا زوجة لرجل ـ والحمد لله ـ ملتزم وبار بوالديه لدينا أربعة أطفال، وزوجي موظف حكومي راتبه جيد جدا بنى عمارتين واحدة أجرها فيها ثلاث شقق والأخرى سكنا فيها لأهله شقتان ولأخويه شقتان لكل واحد منهم شقة ولنا شقة واحدة
وكان اتفاقه مع إخوانه الاثنين أن يسكنا بدون إيجار وبدون إن يملكوها مدى الحياة
أنا وافقت على ذلك مع أن إخوته يعملون في وظائف ممتازة ولديهم رواتب متازة
كبدل للسكن. والآن بعد أن مضى على سكنهم أربع سنوات طلبوا من زوجي أن يوثق كلامه بأوراق رسمية بحيث تكون الشقق ملكا لهم بشكل رسمي وعلتهم خوفهم من أطفالنا أن يطردوهم منها ووالدة زوجي ووالده معهم في الموضوع ويحاولون الضغط على زوجي على الموافقة وأنه من العقوق عدم الموافقة لطلب إخوانه لأنه مهم بالنسبة لوالدته إتمام الموضوع كضمان لمستقبل أولادها على حساب زوجي . العمارة الأخرى إيجارها يستخدمه زوجي مصاريف لأهله وفواتير ودراسة لإخوانه الصغار. في الخارج الحمل ثقيل عليه ولا أحد يشعر به ومتهم دائما بالتقصير مهما فعل لا يذكره له والداه ولا إخوته .لا حمدا ولا شكورا هل يجوز لي أن أعترض ونكتفي بسكنهم مجانا ولكن بدون تمليك؟ كما هو الحال. من قبل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجب على زوجك تمليك إخوته الشقق التي ينتفعون بسكناها، ولا تلزمه طاعة أبويه في ذلك، لكن إذا أراد أن يرضي والديه ويصل إخوته بتمليكهم الشقق، فليس لك منعه من ذلك ما دام ينفق عليك بالمعروف، ولا ريب في أن حرص زوجك على بر والديه وصلة إخوته أمر محمود وعمل صالح ترجى بركته في الدنيا والآخرة، فكل ما يقدر عليه زوجك من بر والديه ولا يضره فالأولى ألا يبخل به عليهما، جاء في الفروق للقرافي: قِيلَ لِمَالِكٍ ... يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؛ لِي وَالِدَةٌ وَأُخْتٌ وَزَوْجَةٌ فَكُلَّمَا رَأَتْ لِي شَيْئًا قَالَتْ: أَعْطِ هَذَا لِأُخْتِك، فَإِنْ مَنَعْتُهَا ذَلِكَ سَبَّتْنِي وَدَعَتْ عَلَيَّ! قَالَ لَهُ مَالِكٌ: مَا أَرَى أَنْ تُغَايِظَهَا وَتَخْلُصَ مِنْهَا بِمَا قَدَرْت عَلَيْهِ، أَيْ وَتَخْلُصَ مِنْ سَخَطِهَا بِمَا قَدَرْت عَلَيْهِ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني