السؤال
ما حكم الفرح لشيء سيئ حصل لشخص ظلمني، وشمت بي؟ والفرح يكون بيني وبين نفسي، لا أتكلم به لأحد كأن أقول بيني وبين نفسي: يستحقون ذلك، وأكون سعيدة؛ لأنهم ظلموني جدا ودعائي استجيب!! هل لا حرج في ذلك طالما أني لا أقول شيئا سيئا، ولكن تظهر علي سعادة بأن عقاب الله نزل على من ظلموني؟
وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيحسن بالمسلم أن يتخلق بخلق العفو والصفح عمن أساء وأخطأ, وأن يبتعد عن الشماتة بالمسلمين, ومن محاسن الأخلاق العظيمة المأثورة عن السلف التي ربى القرآن الصحابة عليها ما ذكر أصحاب السير أنه لما هم أبو بكر أن يمنع الخير عن بعض من أخطأ في حق عائشة- رضي الله عنها- عاتبه الله سبحانه بقوله: وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. {النور: 22}. لما نزلت قال أبو بكر: بلى والله نحب أن يغفر لنا ربنا. ورجع للإنفاق على مسطح.
ولا حرج في الدعاء على الظالم؛ لما ثبت من دعائه صلى الله عليه وسلم على الذين غرروا بأصحابه عند بئر معونة من قبائل رعل وذكوان، وبني لحيان، وعصية، فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم دعا عليهم ثلاثين صباحاً، والقصة في صحيح البخاري، كما صح أنه كان يدعو على مضر.
وفي القرآن الكريم عن موسى عليه الصلاة والسلام: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ [يونس:88].
وقد ثبت في الحديث استجابة دعاء المظلوم على ظالمه كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب -عز وجل-: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين. رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.
ومما ذكر يتبين لك أنه لا حرج عليك فيما يحصل لك من سرور قلبي.
والله أعلم.