الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من أخبر بطلاق زوجته مرتين كذبا

السؤال

أنا مريض مرض الذهان، وهو مرض عقلي يؤثر على الإدراك والعقل كما يشهد الأطباء بذلك، وقبل الدخلة كنت لا أتناول العلاج مما جعلني في غالب الوقت لا أكون في وعيي تماما، وذات مرة بعد العقد وبعد الخلوة الشرعية سألتني بنت خالتي: لماذا لم تعد تتكلم مع زوجتك؟ فقلت لها: طلقتها، بقصد الإخبار كذبا، مع ظني الغالب أنني لم أكن في وعيي، وبعدها حدث مرة أن اتصلت بزوجتي فحدث شجار بيننا فقلت لها لماذا تتكلمين معي؟ فأنت مطلقة، بقصد الإخبار كذبا، مع غالب الظن أنني لم أكن في وعيي تماما، وبعد حوالي ستة أشهر ـ أي بعد الدخلة ـ كانت زوجتي تذكرني بما قلت لها، فقالت: ذات مرة قلت إنك طلقتني، وذات مرة قلت لي: لماذا تتكلمين معي؟ فأنت مطلقة، فقلت لها: إذا هما اثنتان وبقيت واحدة، إخبارا عما مضى، ولم أكن أعلم الحكم غير أنني كنت أعتقد لحظتها أن هذا الطلاق لا يقع وكنت مازحا، أستسمحكم لأنني بعثت برسالتين من قبل إلا أن هذه أهم فالرجاء أن تجيبوا عليها لأنني جمعت فيها كل الملابسات، أرجو الرد بسرعة، لأنني أعيش حالة عصبية صعبة بسبب هذا الموضوع.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمريض بالذهان أو غيره إذا كان المرض يسلبه عقله أو إرادته فطلاقه غير نافذ، وأما المريض الذي يتصرف مدركاً لتصرفاته غير مسلوب الإرادة: فطلاقه نافذ، وانظر الفتوى رقم: 68209.

وعليه، فإن كنت تلفظت بالطلاق مغلوبا على عقلك، فطلاقك غير نافذ، وأما إن كنت تلفظت مدركا لما تقول وأخبرت بطلاق زوجتك كذبا، ففي وقوع الطلاق خلاف، والراجح عندنا عدم وقوع الطلاق في هذه الحال ـ ديانة ـ وانظر الفتوى رقم: 23014.

والأولى أن تعرض مسألتك على من تمكنك مشافهته من أهل العلم الموثوقين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني