السؤال
ما حكم رسم الزهور والورود؟ وما حكم عمل تسريحة ذيل الحصان؟ فقد قرأت أن عبدة الشيطان من رموزهم رمز يشبه ذيل حصان، ولكن اسمها القرن يونيكورن، قرأت عنها على ويكيبيديا إنها أسطورة، والصورة توضح أنه حصان له قرن، وعلى موقع ووبس الصورة تشبه ذيل الحصان ومكتوب عليه قرن يمكنكم رؤيته عند كتابة رموز عبدة الشيطان ومعانيها، فهل تعتبر بذلك تسريحة ذيل الحصان محرمة؟ وهناك كثير من المسلمين يفعلون تلك التسريحة بمختلف أشكالها، أرجوكم لا تحيلوني إلى فتوى أخرى، أريد أن أعلم هل حلال أوحرام؟ وإذا كانت حراما، فهل ربطات الشعر الخاصة بتلك التسريحة أو التي اشتريتها لها يحرم لبسها بعد ذلك في تسريحة أخرى؟ حيث قرأت أيضا أن من رموزهم دائرة، فهل الدوائر أيضا في الزخرفة مثلا تعتبر محرمة؟ وكنت أريد أن أسأل عن منتج عليه حرفt بهذا الشكل هل يجب علي مسحه، لأن المنتجات لا تخلو منه؟ وهل يعتبر صليبا؟ أو على شكل صليب إذا مسحته، وهل يمكن استخدامه؟ وإذا اشتريت زجاجة عطر على كرتونها شكل يشبه الصليب، فهل يحرم استعماله؟ وعن شكل الدائرة فقد قرأت على ويكيبديا أن له علاقة بأسطورة تدعى الخلق، أرجوكم اطلعوا على الموقع، اكتبوا الدائرة ويكيبيديا في جزء التاريخ وأفيدوني هل هي من رموز الكفار أم لا؟ كما قرأت أن المثلث رمز للماسونية، فهل تعتبر هذه الأشكال رموزا للكفار؟ وقرأت أن الرمزين لهما علاقة بعبدة الشيطان في موقع ووبس فكيف أتعامل معها؟ حيث إنها موجودة في كل مكان كثير على الأشياء المهمة على شكل دائرة، وهي منتشرة بين الناس، وهناك برنامج تعليمي خاص باختبار القدرات أخذته من أحد الأشخاص وجدت عليه أشكالا مختلفة للصليب ورمزا للجمجمة والعظمتين فأزلتها، فهل تجوز لي الاستفادة منها بعد ذلك؟ وما حكم لبس اللون الأبيض والأسود معا أو الوردي والأسود معا وهي ألوان يلبسها عبدة الشيطان؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن رسم الزهور والورود مباح عند الجمهور، قال ابن عبد البر: ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن الصورة المكروهة في صنعتها واتخاذها ما كان له روح، وحجتهم حديث القاسم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون يقال لهم أحيوا ما خلقتم ـ ففي هذا دليل على أن الحياة إنما قصد بذكرها إلى الحيوان ذوات الأرواح.. وعن سعيد بن أبي الحسن قال: كنت عند ابن عباس إذ جاءه رجل فقال: إني أردت أن أنمي معيشتي من صنعة يدي وإني أصنع هذه التصاوير؟ فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، سمعته يقول: من صور صورة فإن الله معذبه يوم القيامة حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبداـ قال: فكبا لها الرجل كبوة شديدة واصفر وجهه، ثم قال: ويحك إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذه الشجر وكل شيء ليس فيه روح ـ وقد كان مجاهد يكره صورة الشجر وهذا لا أعلم أحدا تابعه على ذلك. اهـ.
و قال النووي: وأما الشجر ونحوه ممالا روح فيه: فلا تحرم صنعته ولا التكسب به، وسواء الشجر المثمر وغيره، وهذا مذهب العلماء كافة إلا مجاهدا فإنه جعل الشجر المثمر من المكروه، قال القاضي: لم يقله أحد غير مجاهد، واحتج مجاهد بقوله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي ـ واحتج الجمهور بقوله صلى الله عليه وسلم: ويقال لهم أحيوا ما خلقتم ـ أي اجعلوه حيوانا ذا روح كما ضاهيتم، وعليه رواية، ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي ـ ويؤيده حديث ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ المذكور في الكتاب: إن كنت لابد فاعلا فاصنع الشجر وما لا نفس له. اهـ.
وأما التسريح للشعر: فهو من أمور العادات التي لا يحرم منها الا ما كان خاصا بالكفار، وأما ما انتشر بين الناس فلا يحرم بسبب فعل الكفار له ولا تحرم الربطات بسببه ولا يحرم ما فيه دائرة ولا مثلث ولا شيء من الألبسة مهما كان لونها، لأن الناس كلهم يشتركون في هذه الألوان، فقد قال الحافظ في الفتح: وإن قلنا النهي عنها: أي عن المياثر الأرجوان ـ من أجل التشبه بالأعاجم فهو لمصلحة دينية، لكن كان ذلك شعارهم حينئذ وهم كفار، ثم لما لم يختص بشعارهم زال ذلك المعنى فتزول الكراهة. اهـ.
وجاء في مجموع فتاوى ابن عثيمين: مقياس التشبه أن يفعل المتشبه ما يختص به المتشبه به، فالتشبه بالكفار أن يفعل المسلم شيئًا من خصائصهم، أما ما انتشر بين المسلمين وصار لا يتميز به الكفار، فإنه لا يكون تشبهًا، فلا يكون حرامًا من أجل أنه تشبه، إلا أن يكون محرمًا من جهة أخرى. اهـ.
وأما ما فيه الحرف الإنجليزي ـ t ـ فقد أجبناك عنه سابقا فننصحك بالبعد عن الوسوسة في هذه الأمور وبعدم الاسترسال مع الشيطان فيها.
والله أعلم.