الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تجب طاعة الأم في سكن مشترك المرافق يعرض الزوجة للاختلاط بإخوة الزوج

السؤال

إخوتي مسافرون خارج البلد ولا يستطيعون العودة إليه في الوقت الحالي ولا سبيل للاجتماع بهم إلا خارج البلد، وتريد أمي أن نستأجر بيتاً في بلد آخر يجمعني وزوجتي وأخي وأختي وزوجها، لغلاء الإيجار وعدم القدرة على استئجار أكثر من منزل، والمشكلة أن زوجتي منتقبة ولا أريد لها أن تظهر أمام الأجانب كأخي وزوج أختي وقد تطول إقامتنا شهراً، كما أنني متزوج منذ فترة قريبة ولا تريد زوجتي أن أتركها وحدها وأسافر دونها هذه الفترة، وأخشى إن لم أسافر أنا وزوجتي أن تغضب أمي، فما رأيكم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فطاعة الوالدين واجبة في المعروف، فلا تجب في معصية ولا فيما يضر الولد، وراجع حدود طاعة الوالدين في الفتوى رقم: 76303.

وعليه؛ فإن كان المسكن الذي تستأجره أمك مشترك المرافق يعرض زوجتك للخلوة أو الاختلاط المريب بالأجانب كأخيك وزوج أختك، فلا تلزمك طاعة أمك في السفر بزوجتك والإقامة في هذا المسكن المشترك، بل لا يجوز ذلك، وكذلك لا تلزمك طاعة أمك في السفر معهم وحدك إذا كنت ستترك زوجتك في غير مأمن، أما إذا قدرت على السفر بزوجتك والإقامة بمسكن مستقل بمرافقه، أو كنت تقدر على ترك زوجتك في مأمن، فالظاهر ـ والله أعلم ـ وجوب طاعة أمك في ذلك ولو كانت عليك مشقة محتملة، قال ابن مفلح ـ رحمه الله ـ في كلامه على حدود طاعة الوالدين: فأما ما كان يضره طاعتهما فيه لم تجب طاعتهما فيه، لكن إن شق عليه ولم يضره وجب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني