السؤال
ما معنى الكرم في الإسلام؟ وهل الذي يكلف نفسه ويقترض المال لكي يطعم الناس من الفقراء والجيران والأصحاب يعتبر كريما؟ أم الذي يكرم الناس بما عنده وما تيسر له؟ فعندنا هنا في أهلنا الذي يكلف نفسه ويقترض المال ويذبح الشاة وأنواع المأكولات والفواكه المتنوعة يعتبرونه من الكرماء؟ أما الذي يقدم للضيوف الشيء اليسير فلا يعتبر من الكرماء؟ فما قولكم في كل هذا؟ وهل من دليل شاف عن الكرم؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الكرم ضد اللؤم، وقد عرفه بعض العلماء بقوله: الكرم إنفاق المال الكثير بسهولة من النّفس في الأمور الجليلة القدر الكثيرة النّفع.
وقيل: هو التّبرّع بالمعروف قبل السّؤال، والإطعام في المحل، والرّأفة بالسّائل مع بذل النّائل، وقيل هو: الإعطاء بالسّهولة. والكرم مع الناس والإحسان إليهم خلق رفيع يحبه الله ورسوله، فقد روى الحاكم في المستدرك أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ.
وقال ابن القيم في طريق الهجرتين: لا أحد أحب إليه الإحسان من الله، فهو محسن يحب المحسنين، شكور يحب الشاكرين، جميل يحب الجمال، طيب يحب كل طيب، نظيف يحب النظافة، عليم يحب العلماء من عباده، كريم يحب الكرماء..
وإطعام الطعام وإكرام الضيوف من شعب الإيمان ودلائل الخير، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ.. الحديث، رواه ابن ماجه وغيره.
وقال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه.. الحديث، متفق عليه.
ولكن لا ينبغي للمسلم أن يتكلف في ذلك ما ليس عنده أو يتحمل ما لا يطيق، فالتكلف وحمل الدين من غير ضرورة لا ينبغي، فعَنْ سَلْمَانَ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَكَلَّفَ لِلضَّيْفِ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا. رواه الطبراني والحاكم وغيرهما.
لذلك، فإن الكرم فضيلة بين رذيلتين ـ البخل والتبذير ـ وهو يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 109052.
والله أعلم.