السؤال
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المتميز.
أنا فتاة ألبس الحجاب الشرعي بفضل الله، ولكني أعشق النقاب، ولكن شيئا ما يمنعني من ارتدائه. ففي بلدي سأكون من المعدودات اللاتي يلبسنه، وينظر الناس للمنتقبة أنها رمز للإسلام، ويترصدون أخطاءها وكأنها لا يجب أن تخطئ، وكأنها ملاك.
فهل على المنتقبة إثم مضاعف إذا أخطأت أم إن إثمها كبقية الناس؟ فكرت كثيرا في ارتداء النقاب بنية نصرة الدين، فالآن في بلدي تؤذى المنتقبات من الجيش والشرطة، ويتعرضن للخطر، وبدأت الكثيرات في نزع النقاب. أشعر بالخوف من تلك الخطوة. فهلا شجعتموني وأعطيتموني أسباب لبس النقاب، فأنا لا أعتقد بوجوبه ولكني أحبه. هل الذنب مضاعف معه أم لا؟
وجزيتم خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف العلماء في وجوب ستر المرأة وجهها أمام الأجانب، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 80256
وإذا كانت المرأة يلحقها ضرر من لبس النقاب فلها خلعه، لكن ينبغي لها حينئذ أن تقتصر في الخروج على قدر الحاجة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 25917
فستر المرأة وجهها فيه من تمام الصيانة، وكمال الاحتشام، والتشبه بأمهات المؤمنين، ما يدعو ويرغب فيه، وليس صحيحا أن ذنب المنتقبة مضاعف أو أن من تخشى على نفسها الوقوع في المعاصي تترك النقاب؛ وراجعي الفتوى رقم: 125813
مع التنبيه على أنّ عدم شيوع النقاب في بيئتك ليس مسوّغا لتركه، بل هو أدعى للحرص عليه والدعوة إليه، وينبغي للمسلمة أن تعتز بدينها، وتستعلي بإيمانها.
فاحذري من تخذيل الشيطان لك عن الطاعة، ولا تلتفتي للوساوس والشكوك، وبادري بالصالحات، وسابقي إلى الخيرات، واعلمي أنّ الإنسان لا ينتظر أن توافقه نفسه لفعل الطاعة وإنما عليه أن يجاهد نفسه، ويخالف هواه ابتغاء مرضاة الله.
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: إنَّ الصَّالِحِينَ كَانَتْ أَنْفُسُهُمْ تُوَاتِيهِمْ عَلَى الْخَيْرِ عَفْوًا, وَإِنَّ أَنْفُسَنَا لا تَكَادُ تُوَاتِينَا إلا عَلَى كُرْهٍ, فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُكْرِهَهَا.
والله أعلم.