الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يضر الابن غضب والديه عليه دون مبرر مع سعيه لبرهما وصلتهما

السؤال

السؤال هو: حدث خلاف بيني وبين إخوتي بسبب الحسد وما أعطاني الله من نعمه - والتي لم أحرمهم منها - حيث شاطرتهم النعمة وبنيت لهم مسكنا هم وزوجاتهم بمشاركة ضئيلة منهم، وعندما اشتد عودهم كادوا لي عبر نسائهم وأولادهم بسرقات منزلي والتنكيل بعرضي ولم يكتفوا بهذا فحسب، بل وصل بهم الأمر إلى إقناع أبي وأمي أنهم على صواب وخيروه بين أن يختارنا أو يختارهم، فما كان من أبي إلا أن اختارهم وناصرهم على الباطل وأيدهم على الظلم، فحاولت مرات أن ألتقي بأبي وأمي ولكنه رفض رفضا قاطعا، وحاولت مرات عدة أن أرسل له مصاريف فرفضها، وحاولت السلام عليه أو مقابلته فرفض، وأبي وأمي قد اقتنعا بأن إخواني على الصواب دون وجه شرعي، وأصبحا يقذفانني بالزنا والفجور والعقوق... وقد ربطا طاعتهما بطاعة إخواني الفاسقين الذين رمونا وقذفونا بالزنا والمحرمات ونحن منها برءاء ـ والله على ما نقول شهيد ـ طلبنا من أبي وأمي أن يسمحا لنا ببرهما والسلام عليهما وصلتهما، ولم نطلب منهم الاعتذار إلا أنهما استكبرا دون وجه حق، وإخواني ونساؤهم وأولادهم يستخدمون التحريض والافتراء بما لم ينزل الله به من سلطان، وإلى يومنا هذا وأنا حائر أنتظر الفرج من الله، وقد التزمت بيتي بعد محاولات لزيارة فاشلة ووصية أبي أن لا نزوره ولا نتبع جنازته.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يفرج همك، ولا ريب في أن ظلم القريب مما يعظم أثره في النفس، لكن عليك بالصبر على ما تلقاه من إساءة وقطيعة، واحتسب أجر ذلك عند الله، فإن من وصل ذوي رحمه المسيئين، فإن الله عز وجل يعينه عليهم، ويكفيه إياهم، فعن أبي هريرة: أن رجلًا قال: يا رسول الله: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، فقال: لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل, ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. أخرجه مسلم.

ولتدفع شرهم بالإحسان إليهم ما استطعت، فالإحسان يصير العدو وليا، كما قال الله سبحانه: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}.

وعليك بالدعاء أن يصلح الله شأن والديك وإخوتك، وأن يؤلف بين قلوبكم، ومن المستحسن أن تستعين بمن له كلمة مسموعة عند والدك ليسعى في إصلاح ذات بينكم، واعلم أنك إذا اتقيت الله وبذلت وسعك في صلة والديك وبرهما فلا يضرك قطعهما لك وسخطهما عليك بغير حق، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 81070.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني