الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من تاب من ذنب ثم ابتلي بمرض فهل ذلك من عقوبة الذنب؟

السؤال

في الماضي كنت طائشًا, وخصوصًا في عالم الأنترنت، وقد تعرفت إلى الكثير من الفتيات عن طريق النت والجوال, وشاهدت بعضهن بالصور أو بالكاميرا، وكنت أختلف مع بعضهن في بعض الأمور التافهة, فأهددهن بنشر الصور، رغم أنني لم ولن أفعل ذلك، ولم أكن أحتفظ بالصور, لا في وقت العلاقات, ولا حاليًا، وبعد أن تزوجت منّ الله علي بالتوبة, وأصبحت أصلي في المسجد, وأقرأ القرآن, وقطعت كل الماضي التعيس, وأصبحت أشغل لساني بذكر الله, والاستغفار, وأسعى لكسب رضى الله في شتى الأمور، لكنني أمر بمشكلة عصيبة, وهي عدم استطاعتي إتمام عملية الجماع، وقد كشفت عند أفضل الأطباء فقالوا بأني سليم, وأخذت أقوى أنواع العلاج, فلم يأت بفائدة، والآن يأتيني إحساس أن هذا الأمر عقوبة من الله لما فعلته ببنات الناس في السابق، صحيح أن علاقاتي كانت برضاهن, وتهديدي لهن كان مجرد كلام, لكنني دائمًا أشعر أن ما أعاني منه هو بسبب دعاء قد تكون دعته واحدة منهن عليّ، فكرت كثيرًا أن أتخلص من ذنبهن, ولا أعرف ماذا أفعل؟ فهل أتصدق عن جميع من أخطأت في حقهن من الفتيات؟ أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تبت إلى الله توبة صادقة مما كان بينك وبين هؤلاء النساء، فلا وجه لاعتبار ما يحصل لك عقوبة على هذا الذنب, وذلك أن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له, وليس عليك شيء أكثر من ذلك، لكن على أية حال فإنه إذا نزلت المصائب على العبد، فينبغي عليه أن يتهمّ نفسه، فكما قيل: لم ينزل بلاء إلا بذنب, ولم يكشف إلا بتوبة، قال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم, وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب.

فراجع نفسك, وحاسبها, وجدّد التوبة من كل الذنوب، واحرص على أداء الفرائض, واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة, وأكثر من الذكر والدعاء، فإن الله قريب مجيب، وانظر الفتوى رقم: 27048.

وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني