السؤال
هل يجوز الدعاء بأن يفضل الله تعالى إنساناً أو يصطفيه، كأن يدعو المرء لنفسه بذلك؟ فمثلاً: في الحديث الذي في صحيح مسلم عن أدنى أهل الجنة منزلة ثم السؤال عن أعلاهم: قال: رب! فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها، فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ـ فهل يجوز أن يسأل الإنسان ربه تعالى أن يجعله منهم؟ وهل يجوز أن يسأله الاصطفاء عامة أقصد في شؤون الدين، مثل أن يجعله أفضل العلماء أو الدعاة أو المجاهدين أو المتقين أو المحبوبين لله تعالى وما شابه ذلك، وهو بالطبع لا يقصد في دعائه بذلك أن يجعل نفسه في منزلة الأنبياء، كلا على الإطلاق، ولكن حرصاً على التقرب من لله عز وجل؟.
وجزاكم الله تعالى خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يشرع بل يحسن بالعبد المسلم أن يكون عالي الهمة في الدعاء والأخذ بأسباب الرقي وعلو المقام، ويأمل من الله تعالى علو الدرجات في الدين والدنيا والآخرة ما دام ما يطلبه ليس مستحيلا، فيشرع سؤاله الله تعالى أن يرزقه الفردوس الأعلى، وأن يزرقه كمال الخضوع والانقياد لله والسبق في عمل الخيرات، ففي حديث البخاري: إذا سألتم الله الجنة، فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا تمنى أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه. رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني.
وفي لفظ آ خر: إذا سأل أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه. رواه ابن حبان، وصححه الألباني.
وفي المسند والترمذي من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك شكارا، لك ذكارا، لك رهابا، لك مطاوعا، لك مخبتا، إليك أواها منبيا, رب تقبل توبتي واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة صدري.
والله أعلم.