السؤال
عن أبي الأزهر الأنماري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، وأخسئ شيطاني، وفك رهاني، واجعلني في الندي الأعلى ـ فما صحة هذا الحديث؟ وما معنى: واجعلني في الندي الأعلى؟.
عن أبي الأزهر الأنماري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: بسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر لي ذنبي، وأخسئ شيطاني، وفك رهاني، واجعلني في الندي الأعلى ـ فما صحة هذا الحديث؟ وما معنى: واجعلني في الندي الأعلى؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث رواه أبو داود، والطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك، وصححه على شرط الشيخين، وحسنه النووي في الأذكار، والحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار، وصححه الألباني، قال النووي في الأذكار: النديّ: بفتح النون وكسر الدال وتشديد الياء، وروينا عن الإِمام أبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الخطابي ـ رحمه الله ـ في تفسير هذا الحديث قال: النديّ: القوم المجتمعون في مجلس، ومثله النادي، وجمعه: أندية، قال: يريد بالنديّ الأعلى: الملأ الأعلى من المَلائِكَة.
وقال الملا علي القاري في المرقاة: وَرُوِيَ فِي الْمُسْتَدْرَكِ بِلَفْظِ فِي الْمَلَأِ الْأَعْلَى... وَقَالَ الطِّيبِيُّ:.. وَأَرَادَ الْمَلَأَ الْأَعْلَى، أَوْ مَجْلِسَهُمْ، وَالْمَعْنَى: اجْعَلْنِي مِنَ الْمُجْتَمِعِينِ فِي الْمَلَأِ الْأَعْلَى مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِالْمَقَامِ الْأَعْلَى الدَّرَجَةُ الرَّفِيعَةُ وَمَقَامُ الْوَسِيلَةِ الَّذِي قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ لَا يَكُونُ إِلَّا لِعَبْدٍ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ ـ أَيْ: ذَلِكَ الْعَبْدُ، قَالَ الشَّيْخُ التُّورِبِشْتِيُّ: وَيُرْوَى فِي النِّدَاءِ الْأَعْلَى، وَهُوَ الْأَكْثَرُ، وَالنِّدَاءُ مَصْدَرُ نَادَيْتُهُ، وَمَعْنَاهُ: أَنْ يُنَادَى بِهِ لِلتَّنْوِيهِ وَالرَّفْعِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِهِ نِدَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَهُمُ الْأَعْلَوْنَ رُتْبَةً وَمَكَانًا عَلَى أَهْلِ النَّارِ، كَمَا وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ: وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا {الأعراف: 44} وَالنِّدَاءُ الْأَسْفَلُ هُوَ نِدَاءُ أَهْلِ النَّارِ أَهْلَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ، وَالْمَعْنَى: اجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 4514، في أذكار النوم.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني