السؤال
أنا شاب في كلية الطب, فطرني الله على حب المساعدة دون مقابل, وأحيانًا على تقديم المساعدة دون طلبها مني، وكليتي مختلطة، وأنا أساعد الطلاب والطالبات في استفساراتهم العلمية, وكلنا يعرف بعضنا معرفة جيدة، ولكن بصورة أو بأخرى كان لدى إحدى الطالبات الحظ الأكبر في مساعدتي لها, فأنا أساعدها أكثر من غيرها بالاستفسارات العلمية, ولكن تطور الأمر لأن أصبح لها ناصحًا في مجالاتنا الحياتية اليومية تقريبًا بمختلف أنواعها, من نصائح عائلية، إلى تربوية، إلى نصائح في الكمبيوتر, إلى أن أصبحت تلجأ لي في كل شيء تقريبًا, مع العلم أن أي نصيحة لا تخلو من تذكيرها بمخافة الله، ومراقبته دومًا، وتذكيرها بأن الله هو المعين الأول والأخير قبل أن أكون أنا، وبعد فترة ما أصبح صيتي مألوفًا لدى أهلها, وأصبحت على علاقة جيدة بأهلها، ولدي رقم هاتفها، ونتواصل كثيرًا في جميع الأمور السابقة الذكر بعلم أهلها، وبمراقبتهم؛ لدرجة أن أهلها أحيانًا يشجعونها كي تلجأ إليّ بشكل خاص في بعض مشاكلها، وأستطيع أن أقول: إنني آمنٌ من الفتنة، فلا لقاء سوى في الكلية، وهو لقاء تحت رقابة الله، ثم أمام ناظر الجميع، فالكلية مليئة بالبشر, ثم هو فقط عند الحاجة، فهو ليس لقاء متحابين بلا فائدة، إضافة إلى أن التواصل هو عن طريق الرسائل فقط، فلا يوجد اتصالات صوتية, إلا نادرًا جدًّا جدًّا فقط عندما يكون هناك حاجة ملحة وضرورية لإخبارها بموعد امتحان، أو محاضرة تم تأجيلها، أو ما شابه، وكل هذا ليس حديث العهد، بل هو تقريبًا منذ عامين إلى الآن، وأستطيع مما سبق أن أقول بأنني أمنت الفتنة، ولم أعلقها في قلبي, ولن أفعل ذلك رسميًا إلا إذا فكرت مليًا في الأمر عند الزواج، وهو أمر بعيد الأمد، وليس بقريب بتاتًا، فهل ما أفعله محرم؟ مع رجائي الحار منكم أن تجيبوني - زاد الله فضلكم – عن جزئيتين, الأولى مفصلة, والثانية مختصرة، وفيها نتيجة سؤالي: إن كان الأمر حراماً بكل بساطة، أم غير ذلك.