السؤال
قبل زمن كانت لدي وسوسة في الصلاة، وكنت في بعض الأحيان أعيد بعض الكلمات مرارا، وبعد إعادتها مرارا أحس أنني أخللت بالموالاة بينها وبين ما قبلها، فأعيد الذكر من أوله التشهد مثلا، فهل هذا الفعل مبطل للصلاة؟ وهل تنقطع الموالاة بإعادة بعض الآيات من وسط سورة الفاتحه؟ وهل تكرار أي ذكر في الصلاة أو إعادته أكثر من مرة يؤثر على صحة الصلاة؟ وكنت قبل زمن عندما ألبس بنطالا وفوقه ثوب كنت أحيانا أثني البنطال إلى ما تحت الركبة بقليل فيترتب على ذلك ارتفاع ركبتي من الأسفل قليلا عن الأرض، فهل يؤثر ذلك على صحة الصلاة؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلاج الوساوس هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601.
ولا تبطل الصلاة بتكرار آية من الفاتحة ولا تنقطع بذلك الموالاة الواجبة في قراءتها، وكذا غير الفاتحة من الأذكار كالتشهد فلا تبطل الصلاة بتكرار بعض كلماته، وأما ما يشرع تكراره كذكر الركوع والسجود فالأمر فيه واضح، قال النووي رحمه الله: قَالَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ: إذَا كَرَّرَ الْفَاتِحَةَ أَوْ آيَةً مِنْهَا كَانَ شَيْخِي يَقُولُ لَا بَأْسَ بِذَلِكَ إنْ كَانَ ذَلِكَ لِتَشَكُّكِهِ فِي أَنَّ الْكَلِمَةَ قَرَأَهَا جَيِّدًا كَمَا يَنْبَغِي أَمْ لَا، لِأَنَّهُ مَعْذُورٌ، وَإِنْ كَرَّرَ كَلِمَةً مِنْهَا بِلَا سَبَبٍ كَانَ شَيْخِي يَتَرَدَّدُ فِي إلْحَاقِهِ بِمَا لَوْ أَدْرَجَ فِي أثناء الفاتحة ذكرا آخَرَ، قَالَ الْإِمَامُ: وَاَلَّذِي أَرَاهُ أَنَّهُ لَا تَنْقَطِعُ مُوَالَاتُهُ بِتَكْرِيرِ كَلِمَةٍ مِنْهَا كَيْفَ كَانَ ـ هَذَا كَلَامُ الْإِمَامِ وَقَدْ جَزَمَ شَيْخُهُ وَهُوَ وَالِدُهُ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ التَّبْصِرَةِ بِأَنَّهُ لَا تَنْقَطِعُ قِرَاءَتُهُ سَوَاءٌ كَرَّرَهَا لِلشَّكِّ أَوْ لِلتَّفَكُّرِ. انتهى.
ولا تبطل الصلاة كذلك بارتفاع بعض ركبتك عن الأرض قليلا مادام بعض ركبتك ممكنا من الأرض، قال الزركشي في شرح الخرقي: فإنه لو سجد على بعض يده حتى على بعض أطراف أصابعها، أو ظهرها، أو ظهر قدميه أجزأه. انتهى.
وهذا على قول من يوجب السجود على جميع أعضاء السجود، وأما من لا يوجب السجود إلا على الجبهة، فالأمر على مذهبه سهل، ولا يلزمك شيء من باب أولى.
والله أعلم.