الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك صلة الخال تجنبا لأذاه

السؤال

سؤالي لا حرمكم الله أجر المسلمين: إذا كان في صلة الرحم مضرة للواصل، فهل يجوز الابتعاد عنهم؟! لدي خال كلما وصلناه بزيارة أو مكالمة هاتفية يسألنا عن أحوالنا، ومن الغد تحصل مصيبة في البيت، فقد سبق أن زرناه ومن الغد دخلت أمي وأختي وأخي المستشفى!! وكل واحد منهم كانت حالته أصعب من الثاني، فقد كانوا بالإنعاش لعدة أيام، وكل منهم له حالة تختلف عن الآخر من مرض ومن عملية ومن تدهور في الصحة دون سبب واضح بالرغم من أنهم لم يكونوا يعانون من شيء قبل ذلك. وفي كل مرة يعلم بأمر جيد لأي من أفراد أسرتي ينقلب إلى سوء عليه، ولا أراه يفرح بأي أمر جيد يحصل لنا، بل على العكس يغضب ويتوتر ويحاول بشتى الطرق التقليل من شأننا وتحطيمنا قدر الإمكان، وأمي تتأذى من كلماته القاسية عليها. فهل يجوز لنا الانقطاع عنه من أجل كف الضرر؟! لأننا لا نستطيع إخفاء أمور حياتنا لأنه يسألنا ونحرج من عدم الإجابة، ولو لم نخبره تحدث عنا بالسوء عند كل من يعرفه؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فصلة رحم الخال واجبة باتفاق، لأنها من الرحم المحرم، كما فصلنا في الفتاوى التالية أرقامها: 131202 ، 11449 ، 12848 .

وإساءته لا تبيح قطيعته ولا تسقط أصل صلته الواجبة، كما أوضحناه في الفتويين رقم: 196331 ، ورقم: 136334 .

لكنه يسقط منها بقدر ما يلحقكم بسببه من أذى وضرر، كما بيناه في الفتويين رقم: 228394 ، ورقم: 75324 .

ولا بد أن يكون الضرر محققا لا متوهما، كما بيناه في الفتوى، لأن الواجب يقينا لا يسقط بالعذر المتوهم، والأصل في المسلم تحسين الظن بأخيه المسلم، وعدم رميه بالحسد، كما قررناه في الفتاوى التالية أرقامها: 109652، 102210 ، 133912 .

وأولى من هذا الظن بالقريب التحصن بالأسباب الواقية من الحسد والتي بيناها مفصلة في الفتاوى التالية أرقامها: 24972، 3273، 77178.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني