الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز أخذ عقاقير للقضاء على الشهوة للتفرغ للعلم وخدمة الدين؟

السؤال

جزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه، وعلى هذا الموقع الرائع، والمبارك - بإذن الله -. استفساري - بارك الله فيكم - هو: أنني شاب في الـ 27 من العمر، وكل ما أتمناه أن أخدم هذا الدين بكل ما أستطيع - إن شاء الله - وأحب مطالعة كتب التفاسير، وكتب السنة النبوية، والتاريخ الإسلامي، وغيرها من الكتب، وحضور ومتابعة دروس العلماء -حفظهم الله، ووفقهم، وسدد خطاهم- ولكني مشتت الذهن والتفكير جدًّا، ولا أستطيع التركيز والفهم، والحفظ جيدًا، بسبب الانشغال بالتفكير في النساء، ويضيع مني الكثير من الوقت: الساعات الطوال، والعمر يمضي سريعًا، ولا قدرة لي على الزواج أبدًا بسبب عدة ظروف، وعوامل مختلفة، فهل يجوز أن آخذ عقاقير للقضاء على الشهوة للتفرغ لما ينفع ويفيد - جزاكم الله خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأفضل ما يتوسل به السائل لتخفيف شهوته: أن يكثر من الصوم؛ فإنه له وجاء.

فإن فعل، ولم تنكسر شهوته، فلا بأس في عرض نفسه على طبيب ليدله على دواء يخفف من شهوته، دون أن يقطعها بالكلية؛ فإنه لا يجوز، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 116624. جاء في أسنى المطالب شرح روض الطالب لزكريا الأنصاري: فَإِنْ لَمْ تَنْكَسِرْ شَهْوَتُهُ إلا بِكَافُورٍ، وَنَحْوِهِ، تَزَوَّجَ ) وَلا يَكْسِرُهَا بِذَلِكَ؛ لأَنَّهُ نَوْعٌ مِنْ الاخْتِصَاءِ، وَقَالَ الْبَغَوِيّ: يُكْرَهُ أَنْ يَحْتَالَ لِقَطْعِ شَهْوَتِهِ. اهـ.
وجاء في حاشية الجمل: قَوْلُهُ: لا يَكْسِرُهُ بِالْكَافُورِ) أَيْ يحرمُ ذَلِكَ إنْ قَطَعَ الشَّهْوَةَ بِالْكُلِّيَّةِ، وَيُكْرَهُ إنْ أَضْعَفَهَا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني