الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا شاب مصاب بالوسواس في أمور الحلال والحرام في الطعام، لدرجة أني امتنعت عن جميع اللحوم المستوردة نهائيا، بل وامتنعت عن الأكل في أكثر المطاعم المحلية، خوفاً من أن تكون اللحوم والدواجن فيها مستوردة. بل وصل بي الأمر إلى الامتناع عن أنواع الطعام التي كنت أتناولها في السابق، لدرجة أني تجنبت تقريبا 70% من الطعام الذي كنت أتناوله سابقا.
بل وصل الأمر إلى امتناعي عن جميع أنواع الشوكولاتة، والحلويات خوفا من احتوائها على الجيلاتين من حيوان ميت، بل زاد الأمر إلى عدم استخدامي للكريمات، والفازلين لخوفي من احتوائها على مشتقات حيوانية، وهذا وارد جدا.
أتمنى منك يا شيخ أن تساعدني بإعطائي أجوبة مقنعة تزيل عني الوساوس، مع العلم باني أعيش في بلد إسلامي [السعودية]
وسبق أن وجهت سؤالا مشابها، وتمت إجابتي بأن علي أن أذهب لطبيب نفسي؛ لأنه ربما يكون عندي نقص في مادة في الجسم تسبب لي هذه الأفكار.
وأنا لا أستطيع الذهاب للطبيب النفسي بسبب أمور خاصة في نفسي.
وأيضا أتمنى عدم تحويلي لقسم الاستشارات بالموقع؛ لأن وسوستي في أمور تحتاج فتاوى شرعية، وليست طبية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما تعاني منه وسوسة مذمومة، وليس ورعا محمودا، فإن تجويز الأمور البعيدة، وترك ما اليقين حله، لأجل هذه الأوهام، من تلبيس الشيطان الذي ينبغي الإعراض عنه، وعدم الاسترسال معه؛ وانظر الفتوى رقم: 196231.

فالذي ينبغي لك ألا تجتنب شيئا من المأكولات أو غيرها، إلا إذا تبين لك اشتمالها على ما حرم الله تعاطيه بيقين، وراجع قسم الاستشارات بموقعنا، واجتهد في مراجعة طبيب نفسي؛ فإن ذلك مما شرعه الله لعباده من التداوي وليس في ذلك ما يشين، فالذهاب لطبيب نفسي كالذهاب لغيره من الأطباء.

نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني