الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تعود إلى زوجها التي تظن وجود علاقة بينه وبين زوجة أخيه

السؤال

أتمنى أن تجيبوني على هذا السؤال.
هناك أخت تشتكي من زوجها، تقول إنه يحاول لفت انتباه زوجة أخيه، وحين يجتمعون كأسرتين في بيت العائلة، مع والد ووالدة الأخوين، تحس بنظرات بين زوجها، وزوجة أخي زوجها، حتى إنه يظل يمدح زوجة أخيه في بيتهم، وزوجة أخيه تمدحه أمامهم في غياب زوجها. وإن زوجته شعرت بأنه مستثار من زوجة أخيه، من تغيرات جسدية عليه، وحاولت مواجهته، فأنكر، ثم طلقها. ثم بعد فترة كلمتها زوجة أخي طليقها وقالت لها: هل أخبرت والدة طليقك عما يحدث؟ وقالت إن والدته عرضت بموضوع مشابه عن أخ قتل أخاه بسبب أمر مشابه.
ثم قالت تلك الزوجة إن زوجها أراد أن يعيدها لعصمته، وتقول إنه أراد فعل ذلك لخوفه من الفضيحة، وهذه الزوجة لديها أبناء من هذا الرجل، ولا تدري ماذا تفعل، خصوصا أن الزوج مصمم على أن يظل بالقرب من زوجة أخيه، ولكنه ينكر أنه يميل إليها أصلا، حتى إنه قرر أن يبحث عن شقة بجانب شقة أخيه.
فماذا تفعل؟ هل توافق على العودة إليه أم لا؟ وهل عليها واجب لفعله لمنع ما يحدث، خصوصا أنها تشعر بالذنب لهذا؛ لأنها ترى قبح خيانة هذا الأخ لأخيه، ولو أنه لم يحدث بينهما اقتراب فعلي، لكن مجرد النظرات، ومدح كل منهما للآخر، وترقب كل منهما وجود الآخر، ومحاولة الاتصال ببعضهما عن طريق النظرات، والكلام، والتواجد في نفس المكان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان الأمر كما ذكرت الأخت، عن وجود علاقة عاطفية بين زوجها، وبين زوجة أخيه، وميل متبادل بينهما، فننصح الأخت ألا تعود إليه ـ ما دامت انقضت عدتها منه ـ حتى يقطع علاقته بزوجة أخيه بكل أشكالها.
ويجب على الأخت ومن علم بالأمر إنكار هذه العلاقة المريبة، والاستعانة على ذلك بمن يقتدر على زجره كوالديه. كما يجب أن ينكر على زوجة الأخ أيضا، فهي شريكة في المنكر والإثم؛ ولأنها بذلك تخون بعلها، فإن لم ترعو، هددت بإخبار زوجها، ثم أخبر زوجها بأمرها، فإنه أولى الناس بتأديبها؛ لأن خيانة الأعراض من أشنع الخيانات، ولا بأس بتهديدهما بالفضح إن لم ينزجرا عما هما فيه، فإن سكر الحب يعمي القلوب، ولا يفيق الهائم فيه إلا بالصواعق، وتدارك الأمر قبل تفاقمه واجب، ومطلوب.
وفي الحقيقة فما بلغ الأمر هذا المدى إلا بسبب ترك الضوابط الشرعية للتواصل الأسري، فقد حذر النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أخي الزوج، وهو الحمو وسماه الموت، وكان الواجب عند التواصل الأسري الفصل بين الجنسين تماما؛ فإن خطر الأحماء على النساء أشد من الأجانب، وحذر كذلك من الدياثة، ولعن الديوث الذي لا يغار على عرضه، وحرم تخبيب المرأة على زوجها، وحرم قطيعة الأرحام.
وينظر في حدود علاقة الرجل بزوجة أخيه، وضوابط التواصل الأسري الفتاوى أرقام: 65693، 70981، وينظر في خطورة وقبح علاقة الرجل بالمرأة المتزوجة الفتاوى أرقام: 3335، 32948، 30425. وينظر في خطورة تخبيب المرأة على زوجها وعقابه الفتويين: 47790، 64320 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني