السؤال
قرأت ذات يوم موضوع الطلاق الصريح وأنه يقع من دون نية, وبعدها كنت جالسا في البيت مع زوجتي فإذا بي أقول حديثا نفسيا: أنت طالق ـ وتكرر ذلك مرتين، وإذا بلساني يتحرك بحرف واحد هو اللام دون أي صوت, ولا أدري هل فعلا تحرك به أم تصادف ذلك مع مرور حرف اللام في ذهني, وكان ذلك بلا صوت ولا قصد، وكذلك الأمر عندما أكون في مشاجرة مع زوجتي أراقب كلامي جيدا إلا أنه بعد ذلك تأتيني التخيلات بأنني أتشاجر معها، فأمسكت نفسي في المرة الأولى وتوقفت، ثم عاودني التخيل بعد ساعة مصحوب بغصب، وجاءني شك أن حرف اللام تحرك دون صوت ولا قصد، وهكذا حالي دائما عندما أنزعج من زوجتي أو أهلها يأتيني تخيل موقف معهم, ثم أتفطن وأكبح نفسي وأتوقف عن التخيل ثم أبدأ في التذكر هل تلفظت بالكناية أم لا, حتى في رمضان الذي كنت أظن أن الوساوس تتوقف فيه إلا أنها تستمر معي، كذلك أحيانا تكون زوجتي أمامي وإذا بألفاظ الطلاق على لساني من دون غضب ولا سبب، ويحدث ذلك حتى في الجماع.
أفيدوني بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية، وننصحك أولا بالذهاب لأحد الأطباء النفسيين الثقات، فإن التداوي أمر شرعه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، ويمكنك كذلك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، ثم اعلم ـ عافاك الله ـ أنه لا علاج للوساوس أنجع من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فتجاهل الوساوس ولا تعبأ بها، ولا تدعها تستحوذ عليك، ثم إننا ننصحك بأن تسعى في إقامة حياة زوجية على أساس المعاشرة بالمعروف يسودها الوئام والحب والتعاون على الخير والبر لتنعم بنفس مستقرة مطمئنة بعيدة عن الوساوس والقلاقل والغضب والشقاق، واعلم أن جميع ما حكيت أنه صدر منك ويصدر منك بعيد من أن تطلق به زوجتك وذلك لعدة أمور، منها أنك لم تقصد التلفظ بالطلاق، والقصد شرط لوقوع الطلاق، ومنها أنه أحيانا يكون كلاما نفسيا أو شكا في التلفظ بحرف اللام، والطلاق لا يلزم بالكلام النفسي ولا بالشك في التلفظ به، وأحرى الشك في التلفظ بحرف من حروفه، ومنها أنك موسوس، والموسوس لا ينفذ طلاقه ما لم يقصده قصدا حقيقيا خارجا من الوسوسة فاستعذ بالله وتوقف عن هذا الهراء؟ ولا تسلم نفسك للشيطان يتلاعب بها، وراجع في علاج الوساوس الفتوى التالية أرقامها: 10355 ، 3086، 51601.
والله أعلم.