الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس كل ملعون على لسان الشرع كافرا

السؤال

هل كل ملعون كافر؟ بمعنى آخر هل من لعنهم الرسول صلى الله عليه وسلم، أو أمرنا بلعنهم يكونون مطرودين كليًّا من رحمة الله؛ ومن ثم ليسوا مؤمنين؟ مع الأخذ بالعموم، وعدم لعن أو تكفير المعين، فعلى سبيل المثال حينما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لعن الله من انتسب الى غير أبيه" أو "لعن الله من عق والديه" هل يكون عامة من انتسبوا إلى غير أبيهم - باعتبارهم ملعونين - هل يكونون كفارًا، أو مطرودين كليًّا من رحمة الله؟ أفيدونا - بارك الله فيكم -.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس كل ملعون يكون كافرًا، فاللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، وهذا قد يكون إبعادًا من رحمة الله بالكلية، كما في حق الكافر، وقد يكون إبعادًا نسبيًا؛ بمعنى الإبعاد من الرحمة الخاصة بعباد الله الصالحين، وهذا هو المراد في حق الموحد العاصي.

قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: اللعنة: هي الطرد والإبعاد ـ ولعن الكافر إبعاده عن الرحمة كل الإبعاد، ولعن الفاسق إبعاده عن رحمة تخص المطيعين. انتهى.

وعلى ذلك، فاللعن الوارد في النصوص الشرعية، سواء المشار إليها في السؤال أم غيرها، لا يقتضي كفر من صدر في حقه إن كان من الموحدين، وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 164275 وما أحيل عليه فيها.

ولم نقف على حديث بلفظ: لعن الله من انتسب إلى غير أبيه. وقد ورد في سنن ابن ماجه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من انتسب إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. صححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني