الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيحة لمن تعلق قلبه بامرأة

السؤال

أنا طالب جامعي ـ والحمد لله ـ أقوم الثلث الأخير من الليل ـ ساعتين أو 3 ساعات ـ وأصلي الفروض في الجامع، ولا أحدث الفتيات كما يفعل أغلبية زملائي ـ إلا للضرورة الملحة فيما يتعلق بالدراسة ـ وأحاول دائما أن أكون على خلق طيب، وأساعد زملائي في حل المسائل الصعبة لأنني ـ والحمد لله ـ متفوق في دراستي، ومشكلتي بدأت منذ 7 أو 8 شهور عندما تعلق قلبي بزميلة دراسة في نفس العمر معروف عنها التدين والأخلاق ولا تكلم الشباب ومتفوقة، ومن الأوائل على القسم، عرفت مرة عن طريق الصدفة أن أخاها الذي يصغرها بسنة صديقي وذلك عندما شاهدت تعليقا لها على منشور له على صفحة الفيس بوك.. والجميع يعلم أنه على دين وخلق عال فاستنتجت أنهم من عائلة متدينة وهذا ما زاد تعلقي بها، ومنذ ذلك الوقت وأنا أدعو الله في السجود وفي قيام الليل أن تكون من نصيبي.. بل إنني بدأت قيام الليل بسببها بعد أن عرفت دينها راجيا أن يستجيب الله دعائي، ولكنني أجد نفسي في كثير من الأحيان غير مرتاح نفسيا بسبب تفكيري فيها، مع العلم أنني لا أستطيع التحدث معها أو التقدم لها قبل سنة ونصف بسبب الدراسة، فهل دعائي جائز أم لا؟ وعدم الراحة الذي جده في نفسي هل يدل على أن أعمالي غير مقبولة عند الله؟ وهل هنالك من المعاصي ما ارتكبته؟ مع أنني لا أذكر مثل هذه المعاصي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على حرصك على الطاعات، ولا سيما المحافظة على الصلوات في جماعة وقيام الليل، وفي المقابل حذرك من المعاصي والسيئات، وخاصة العلاقة مع الفتيات، فزادك الله هدى وتقى وصلاحا، وثبتك بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وإذا وقع في قلب الرجل حب امرأة وعف نفسه عن الوقوع معها فيما لا يرضي الله تعالى فلا شيء عليه في ذلك، ويرجى أن يكون مأجورا، وراجع الفتوى رقم: 4220، ففيها تفصيل القول في حكم الحب في الإسلام.

ولا حرج ـ إن شاء الله ـ في الدعاء بأن تكون لك زوجة، ولكن يجب الحذر من أن يقود الاسترسال في التفكير فيها إلى أمر محرم، وانظر الفتوى رقم: 9360، ففيها بيان كيفية علاج العشق.

ولا يلزم أن يكون ما تشعر به من عدم الراحة النفسية دليلا على عدم قبول الأعمال أو الوقوع في معصية العزيز الغفار والاجتهاد في قطع التفكير فيها تترتب عليه ـ بإذن الله ـ راحة نفسك وهدوء بالك، فاحرص على ذلك، لا سيما وقد ذكرت أنه لا سبيل لزواجك منها إلا بعد إكمال الدراسة، وننصحك بالإكثار من ذكر الله والاستغفار وملء وقتك بفعل ما يرضي ربك ومجالسة الأخيار الصالحين، ولمزيد الفائدة راجع الفتاوى التالية أرقامها: 15219، 12928، 10800.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني