السؤال
فضيلة الشيخ: أنا امرأة متزوجة، وعندي شريكة أعاملها بما يرضي الله، ولكن لا فائدة. المهم أصبحت تضايقني بالكلام، وتغيظني كثيرا، وأنا لا أستطيع أن أخبر زوجي خوفا من أن يتضايق، ولا أحب المشاكل. عندما تضايقني أخبر أختي بما يحدث لي منها، فأخبرها بجميع تصرفاتها معي، من باب أن أزيح عن صدري الضيق.
هل يعتبر ذلك غيبة أو نميمة أأثم عليها؟
خائفة من عقاب الله، وأنا لا أزيد على كلامها شيئا، سوى أني من ضيق صدري أخبر أختي بما تفعله شريكتي بي.
ما الحكم وماذا أفعل، وأنا لا أستطيع أن أطيل الكتمان عندما تضايقني؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإخبارك أختك بما تفعل هذه المرأة معك من تعامل سيئ، إذا لم يكن لأجل مقصود شرعي، فإنه يعتبر من الغيبة؛ لأن تعريفها: ذكر الغير بالسوء حال غيبته. وأجازها العلماء عند المصلحة الراجحة، وأما لغير ذلك، فتبقى على أصل التحريم. وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 150463. ومنها تعلمين أن ذكرها لمجرد شفاء الغيظ، نوع من الغيبة المحرمة.
وينبغي أن تقومي بنصح هذه المرأة بالحكمة والقول اللين، ويمكن أن يقوم بذلك غيرك ممن ترجين أن تقبل قوله. فإن لم تنتفع بذلك، فهدديها بإخبار من يمكنه زجرها، فلعلها ترتدع. ولا ندري حقيقة هذه الشراكة التي بينكما، ولكن ينبغي أن تسعي في اجتنابها، وإزالة كل ما يقتضي مخالطتك لها، فرب هجر جميل أفضل من مخالطة مؤذية.
قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مخالطته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه، أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. اهـ.
والله أعلم.