السؤال
أشترك في منتدى نسائي وبعض المواقع الدينية وأغلبها فيه متدينون، ونتبادل الفوائد والعلم النافع، وأمي لا تمانع من ذلك، لأنها لم تقل شيئا إلا أنها قالت إنني لا أكلم من لا أعرف.. وبعدما قالت أمي ذلك أصبحت أحاول أن أكلمهم في حدود الحاجة عندما أستشيرهم في شيء أو أساعدهم في شيء من مواضيعهم سواء كتبوا الموضوع أو سألوني أو راسلوني، وأحاول أن أكلمهم في حدود ما يراسلون، أو يكتبون مواضيع فأشكرهم أو أقول جزاك الله خيرا وأضيف أحيانا المزيد من الإفادة، وكتبت مرة موضوعا يتعلق بالصبر وخشيت أن هذا لا يجوز، كما أنني أشترك في موقع لعلوم الجان فيه بعض الرقاة المعروفين وبعض المشائخ والمفسرين كي أتعلم، وأنا أهتم بعلوم الجان، وكتبت الموضوع لأن هناك بعض ممن في المنتدى مصاب بمرض روحي وهو أكثر من شخص، وهناك قسم خاص للنساء، وكتبت تلك الرسالة كي يصبرن ولا ييأسن، لأنني لا أود أن يحزنوا لأن حالاتهم ليست جيدة كثيرا، فهل يجوز لي ذلك؟ وهل يجوز لي أن أكلمهم في حدود الحاجة فقط؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكلامك غير مرتب وبعض جمله غير تامة، والذي فهمنا من سؤالك أن أمك قالت لك: لا تكلمي ولا تراسلي إلا من تعرفين، وأنك بعدما قالت لك ذلك اقتصرت على كلام من لا تعرفينهم في حدود الحاجة ثم ذكرت أمثلة لهذه الحاجة وسؤالك: هل يجوز لك الكلام عند الحاجة بعد كلام أمك السابق ودون إذنها؟ فنقول جوابا على ما تصورناه من سؤالك: إن الأصل في مشاركة المرأة في المنتديات النسائية الجواز ما دام ذلك لغرض نافع معتبر، ولا يترتب عليه أي محظور شرعي، وكذلك الحوار بينها وبين الرجال عن طريق شبكة الإنترنت جائز إذا كان منضبطا بالضوابط الشرعية التي سبق ذكرها في الفتوى رقم: 1759 .
ولكن جواز المشاركة في هذه المنتديات يعارضه ما قالته لك أمك، والذي يفهم منه المنع من التحدث لمن لا تعرفينهم فحينئذ لا يجوز مخالفة أمر أمك خصوصا وأن في أمرها إغلاقا لأبواب الفتن التي قد تأتيك من هذه المنتديات، فلها غرض صالح من وراء هذا المنع، فطاعتها واجبة حينئذ، وما ذكرته من أمثلة لا يعد مسوغا لمخالفة أمر أمك فاقتصري على التحدث مع من تعرفينهم.
والله أعلم.