السؤال
عندما أستنجي من المذي وغيره من السوائل اللزجة وأغسل الموضع بالماء أرى بعد ذلك لَمْعة على ذكري؟ وهذا لا يحدث إلا بعد التطهر من السوائل اللزجة بسبب لزوجتها، ولكن هذه اللمعة تتعسر إزالتها، وإذا أردت إزالتها على الفور فإن علي أن أستحم، وفي هذا مشقة وبدعة أيضاً، وهي تذهب بعد مدة من الاستنجاء عفوياً، فما حكمها؟ وهل بقاؤها دليل بقاء النجاسة حيث إن أثرها لا يزال موجوداً؟.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في الفتوى رقم: 50657، كيفية تطهير المذي.
ثم إن من أهل العلم من يرى العفو عن يسير المذي، قال ابن قدامة في الكافي: وفي المذي، وريق البغل..... روايتان: إحداهما: يعفى عن يسيره، لمشقة التحرز منه، فإن المذي يكثر من الشباب.
وقال ابن قاسم في الإحكام: ويعفى عن يسير المذي، جزم به الموفق وغيره، وصححه الشيخ وغيره خصوصًا في حق الشباب لكثرة خروجه، فيشق التحرز منه فعفي عن يسيره كالدم ونحوه، قال: وهو أولى بالتخفيف من بول الغلام ومن أسفل الحذاء، وفي حديث علي في المذي: وتأخذ كفًا من ماء فتنضح به ثوبك ـ واختار هو وغير واحد من أهل العلم العفو عن يسير النجاسات مطلقًا في الأطعمة وغيرها.
وما دمت موسوساً ـ كما يتبين من أسئلتك ـ فللموسوس أن يأخذ بأخف الأقوال حتى يعافيه الله تعالى، كما بينا في الفتوى رقم: 181305.
ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات في موقعنا، وراجع الفتويين رقم: 3086، ورقم: 147101، وتوابعهما.
والله أعلم.