الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صلة الابن أمه مع استمرار غضبها عليه

السؤال

أنا شاب أردني، تقدمت أنا وزوجتي بطلب للعمل في المملكة العربية السعودية، وأبقيت الموضوع سرا عن أهلي، ولم أرغب في إخبارهم بالسفر حتى يتبين لي الموضوع. فغضبوا جميعا بما فيهم والدتي، علما أن والدي متوفى، وعندما ذهبت لزيارتهم في العيد قبل السفر أنا وزوجتي، تبين لي أنهم كانوا في حالة غضب، لدرجة أنهم لم يتحدثوا معي أنا وزوجتي، فطلبت من زوجتي أن لا تذهب معي أثناء وداعهم خوفا من حدوث المشاكل، وقمت بوداعهم. وعندما سافرت لم أتواصل معهم طوال السنة، علما أن السفر أفادني دينيا، وحسن علاقتي مع زوجتي، واستطعت تسديد ديوني المتراكمة، وما زاد في ألمي أني تركت ابنتي وعمرها 3 سنوات عند أهل زوجتي، ولم يسألوا عنها، أو يصلوها في العيد، وطوال مدة سفري، علما بأني كنت شديد الخدمة لهم.
وعندما عدت من السفر ذهبت لهم أنا وزوجتي في العيد لرؤية والدتي وحل المشكلة، لكنهم لم يستقبلونا وبدأوا بالشتم، والسب حتى إن زوجتي عندما رأت والدتي قبلت قدميها، وبكيت تحت قدميها، لكنها أعادت الكلام في الموضوع، والغلط على زوجتي، وخرجت أختي للغلط والسب مع أني لو كنت قد فعلت خطأ، فأنا أرغب في أن يسامحوني أنا وزوجتي، لكنهم مصرون على الغضب، مع أني لم أقدم لهم إلا كل الخير والمساعدة، لكنهم قساة القلوب، ولم يريدوا مسامحتي والمغفرة لي، ولا أدري ما حكم ذلك وماذا أفعل؟
الرجاء الرد مع الشكر الجزيل.
وجزاكم الله الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في وجوب بر الوالدين، وصلة الرحم، وأولى الناس بالبر والصلة الأمّ؛ فإنّ حقها على ولدها عظيم؛ ففي مستدرك الحاكم عن عائشة، -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله أي الناس أعظم حقا على المرأة؟ قال: «زوجها» قلت: فأي الناس أعظم حقا على الرجل؟ قال: «أمه»
فقد أسأت إساءة كبيرة بقطع أمّك سنة كاملة، فقطع الأمّ عقوق لها، وهو من أكبر الكبائر، فالواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله، والاجتهاد في بر الوالدة واسترضائها، والصبر على ذلك، وعليك صلة إخوتك بالمعروف ولو أساءوا إليك، وإذا بذلت جهدك في صلتهم وامتنعوا من ذلك، وأصروا على قطعك، فعليهم إثم القطيعة.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني