السؤال
كنتُ قد وطنتُ نفسي قبل عدد من السنين ألا أحلف لا كاذباً ولا صادقاً إلا للضرورة، أو بالأحرى، كما كنتُ أرغب، أمام قاضٍ، ومنذ فترة ليست بالقصيرة تساورني ظنون بأنني ربما حلفتُ على أن أفعل أو لا أفعل كذا، حتى في مسائل بسيطة لا تستحق الحلف كتشغيل جهاز التبريد،
وأنا الآن بصدد إجراء تعامل مع مصرف ـ وفيما مضى كنت لا أود التعامل مع المصارف إلا إذا اضطررتُ لذلك ـ وهذا الإجراء سوف يترتب عليه أن يتم صرف راتبي عبر بطاقة صَرَّاف آلي، وتردد في نفسي أنني ربما حلفتُ ألاّ أتعامل مع المصارف، وسؤالي هو: ما حكم الراتب والحال هكذا إن كنتُ حلفتُ فعلاً؟ وهل يكون الراتب حلالاً وأكون آثماً فقط إذا لم أكفِّر؟ أم يكون الراتب حراماً إذا لم أكفِّر؟ أعلم أن هذه الحالة تبدو وكأنها وسوسة، والسؤال الذي سألتُه إنما سألتُه لأستعين به على القضاء على هذه الوسوسة، لأنه في حالة لم يكن حراماً أعتقد أنه يمكنني الإعراض عن مسألة الحلف ببعض الاطمئنان ـ لأنني في الغالب لا أكون متيقناً من أنني حلفتُ، بل يكون الأقرب أنني لم أفعل ذلك بناء على ما سلف ذكره من أنني أحاول أن أتجنَّب الحلف ـ حيث لن يكون هناك أثرٌ مترتِّبٌ على الراتب.