السؤال
أنا طالب، عمري 19 سنة، بعد خمسة أشهر سوف أنهي سنتي الأولى من سنوات الطب التي مجملها ست سنوات، وأنا أتعلم الطب في رومانيا، وليس فيها تقدير لحرمة الدين، ولا للعفة والطهارة، أي أن المعاصي منتشرة فيها بكثرة، وهناك الكثير من الفواحش التي يغرق فيها الطلاب المسلمون، وأحد أسباب هذا الانحراف هو التعب النفسي الذي يصيب الطلاب من الدراسة، والوحدة، وتوفر هذه الأشياء بكثرة -والحمد لله على كل حال- فهذا هو شهري الرابع في هذه الدولة، وأنا ملتزم، ومؤمن برب العالمين -والحمد لله- لكني أخاف كثيرًا من هذه المعاصي، وهذه الفتن، وبالأخص عندما أشعر بالوحدة، والتعب النفسي من الدراسة، وسؤالي لكم بعدما تقدم: هل الزواج خلال فترة التعليم يعيق -كما أسمع - أو يقلل من المستوى التعليمي؟ وهل ما سأقدم عليه خطأ؟ إضافة لما ذكرته، فأنا بطبعي لا أستحيي من الحق، فقد فاتحت والديّ بالموضوع، وكان ردهما الرفض، والتعليل بأن ظروف التعليم لن تناسب الزواج أبدًا، على الرغم أني شرحت لهما الحال هنا، وكان مجمل حديثي أني خائف كل الخوف من الزيغ، وأن أنزلق كما انزلق الكثير من الشباب، ولو ذكرت لكم حال شبابنا -الشباب العرب المغتربين- لأبكت العيون، ولكني أيضًا بطبعي لا أكترث لتصرفاتهم أبدًا، فبعد أن كان أبناء جلدتك -أبناء الإسلام– من رواد المساجد، ومن الناس التقاة، أصبحت العيون تبكي لأحوالهم.
أنا أعلم أن الحل إذا لم تتيسر أمور الزواج هو الاستعفاف، وبقدر ما أوتيت من صحة وعافية سأكون عفيفًا، ولكن الإنسان بطبعه لين القلب، تغره المنكرات، ولا أضمن أني سوف أكمل سنواتي الست على هذا الحال، والرسول صلوات الله وسلامه عليه حذر من فتنة النساء، وحذر من عظمها، وأنا خائف –والله- وأتمنى من الله أن أجد الحل المناسب في إقناع والدي اللذين يستهتران بهذا الموضوع، ويقولان لي: إن من أراد هذا الشيء، فإنه سيقدم عليه في بلده أيضًا، مع العلم أنهما لا يعرفان ظروف الغربة.
جزاكم الله عنا كل الخير.