السؤال
اليوم نسيت أن أصلي العصر، ولا أذكر هل سمعت الأذان أم لا، ولم أتذكر أني لم أصل العصر إلا أثناء أذان المغرب، فذهبت لصلاة العصر وعندها رأتني أمي، وقالت: تصلين العصر صحيح؟ كذبت، وقلت: لا المغرب. قالت: أختي تكذب. عندها خفت من العقاب، وأن تكتشف بأني أكذب، وأنا لا أكذب عليها أبدا، لكن لا أريدها أن تعتقد بأني أكذب عليها دائماً، وتبدأ بعدم تصديقي. وإذا قلت لها الصدق تظنني مهملة، ولا تهمني الصلاة، وتحزن، ولكن أحاول ما بوسعي المحافظة عليها؛ فلهذا الأسباب حلفت بالله كذباً للأسف، مع العلم بأني أبلغ من العمر 15 سنة، ومكلفة، وحدث لي في السنة الماضية مثل هذا تماماً، وكنت نادمة أشد الندم، فصمت.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على العبد أن يهتم بأمر الصلاة، ويعلق قلبه بها، ومع ذلك فإذا نسيها، فليصلها إذا ذكرها، ولا شيء عليه؛ وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 26842.
وعليه، فكان الواجب أن تُخبريها بالصدق، ولا عتب عليك في نسيانك، فتوبي إلى الله من هذا الكذب، ومن اليمين الكاذبة.
وقد بينا بالفتوى رقم: 184521 ما يجب على من حلف يمينا كاذبة، وخلاصتها أن الواجب التوبة، ولا كفارة، وأن من العلماء من يوجب الكفارة وهو أحوط، وهي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن لم تجدي شيئا من ذلك، فصومي ثلاثة أيام، وليس لك الانتقال إلى الصيام إلا بعد العجز عن الإطعام؛ قال تعالى: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون {المائدة:89}.
قال ابن كثير في تفسيره: فإن لم يقدر المكلف على واحدة من هذه الخصال الثلاث، كفر بصيام ثلاثة أيام، كما قال تعالى: فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام. انتهى.
والله أعلم.