السؤال
غسلت خادمتي ملابسي وملابس زوجي، وكنت قد نسيت لبسًا داخليًا لي به مذي، وعندما جئت لترتيب الملابس بعد نشرها على الكنب ونشارة الملابس وجفافها وجدت المذي لا يزال في لبسي، ولم ينظف جيدًا، وأنا الآن في شك من انتقال النجاسة إلى الكنب والنشارة، وأشك أيضًا في نجاسة كل البيت؛ لأنها نظفته لي كاملًا مع غسل الملابس، ولا أعلم مدى رطوبة الملابس بعد غسلها، وتجفيفها في الغسالة؛ لأن زوجي من قام بنشرها بعد فترة من غسلها لا أعلم مدتها، وقد كانت الملابس كثيرة، وربما وضع بعضها فوق بعض، وأنا مصابة بالوسوسة الشديدة، وأتعبني كثرة التفكير، فقد غسلت النشارة، ولكن يشق عليّ غسل الكنب، وأتمنى مساعدتي، هل أحكم بانتقال النجاسة أم لا أحكم بانتقالها بمجرد الشك؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يُعافيك من الوسوسة، ثم إن العلاج للوسوسة هو أن تلهي عنها تمامًا؛ حتى لا تفسد عليك عباداتك وحياتك.
وقد بينا في الفتوى رقم: 50657، كيفية تطهير المذي، وبها تعلمين أن نضحه بالماء كاف لتطهيره، فكون الماء أصابه بالنضح كاف؛ فكيف بغسله، فهذا يُقطع معه بالطهارة.
كما أن يسير المذي معفو عنه عند كثير من الفقهاء، كما بينا في الفتوى رقم: 241708.
بل في أي نجاسة لك الأخذ بالعفو عن اليسير مطلقًا ما دمت موسوسة، فللموسوس أن يأخذ بأخف الأقوال حتى يعافيه الله تعالى، كما بينا في الفتوى رقم: 181305.
والقاعدة أنه (لا ينجس شيء بالشك) نافعة لك جدًّا؛ فلا تلتفتي للشك في انتقال نجاسة إلى شيء، وأما ملابسك فهي طاهرة كما سبق.
ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهي عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات في موقعنا، وراجعي الفتويين رقم: 3086، ورقم: 147101، وتوابعهما.
والله أعلم.