السؤال
في أحد الأيام فاتتني صلاة الفجر؛ لأني صليتها في البداية، لكن المشكلة أني توضأت مع وجود مزيل الحبر الجاف على يدي، فأردت أن أعيد الصلاة, ولكني في ذلك الوقت كنت في سيارة, فتركتها, ونسيت بأنه بإمكاني أن أصليها في مسجد المدرسة؛ لأنني كنت في المدرسة، وأنا الآن في حالة شديدة، وحزين على عدم تأدية الصلاة، فما حكم عدم تأدية الصلاة في ذلك الوقت, ثم نسياني لإمكانية الصلاة في المدرسة؟ فلو خطر الأمر في بالي لصليت في المدرسة، وماذا أفعل لأني حزين؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا المزيل المذكور ذا جرم يحول دون وصول الماء إلى البشرة، فقد كان يجب عليك إزالته، وانظر لبيان ضابط ما يحول دون وصول الماء إلى البشرة الفتوى رقم: 124350.
وأما إن كان مجرد لون، ولم يكن له جرم، فصلاتك صحيحة.
وحيث لزمتك إعادة الصلاة فقد كان الواجب عليك أن تؤديها في أي مكان طاهر، فإن الأرض كلها مسجد، وليس للصلاة مكان يتعين فعلها فيه، فإن كنت نسيت أداءها حتى خرج الوقت، فلا إثم عليك، وكفارة ذلك أن تصليها متى ذكرت، وإن كنت تعمدت تركها فقد ارتكبت إثمًا عظيمًا، وانظر الفتوى رقم: 130853.
ولكن التوبة تمحو ما قبلها، فإذا تبت إلى الله توبة نصوحًا، وعزمت على ألا يتكرر منك هذا الأمر، وندمت على ما وقع منك من التفريط، فإن الله تعالى بفضله يقبل توبتك، ويقيل عثرتك كما قال سبحانه: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
فهون عليك - أيها الحبيب - واقض تلك الصلاة إن لم تكن قضيتها، وأقبل على ربك، وأحسن ظنك به، واجتهد في عبادته، وأكثر من فعل الحسنات، فإن الحسنات يذهبن السيئات.
واعلم أن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، نسأل الله تعالى أن يتداركنا وإياك برحمته.
والله أعلم.