السؤال
ابتليت بحب شخص بشكل غير طبيعي، ولا أقدر على النسيان، ولا البعد، وهو كان يحبني، والآن وصلت بي الحالة للجنون، وأنا ملتزمة دينيًا، ولكن أعاني من سحر وقف الحال والزواج، وأتعالج من سنين، وأنا الآن مريضة بسبب هذا الحب، وأدعو وأستغفر وملتزمة، فماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله لك العافية والسلامة مما تعانين منه، ونفيدك بأن الرقية الشرعية، والدعاء يتخلص بهما العبد من كل الشرور، فننصحك بالإكثار من الدعاء، ومواصلة الرقية الشرعية، وأن تحسني الظن بالله تعالى، وتوقني بوعده، واستجابته لمن دعاه بحضور قلب وتضرع، ولا سيما إذا تحرى ساعات الإجابة، فدعا بالاسم الأعظم، وبدعوة نبي الله يونس، ويحسن أن تأخذي شيئًا من زمزم، وتقرئي عليه الفاتحة، فقد ذكر ابن القيم أن لذلك أثرًا عظيمًا، وأكثري الصدقة، والتزمي بالأذكار والتعاويذ المأثورة صباحًا ومساء، وعند النوم، والدخول للمنزل والخروج منه، وقراءة أو سماع سورة البقرة بالبيت كل ثلاثة أيام.
وأما نسيان هذا الرجل فهو سهل لمن كانت صادقة في التخلص من العشق، فعليك أن تستعيني بالله في صرفه عن ذهنك، وتشغلي نفسك بما ينفعك من الإقبال على العبادة، والاجتهاد في الطاعة من حفظ القرآن وقراءته، والاشتغال بالنوافل، ممّا له أكبر الأثر في ملء قلبك بمحبة الله تعالى، فإن القلب إذا امتلأ بمحبة الله لم يكن فيه مكانٌ لتلك المحبة الباطلة، وإنما تعمرُ محبة الشهوات القلوب بسبب نقص محبة الله فيها كما قال القائل:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى * فصادف قلباً فارغاً فتمكنا
فعليكِ أن تجتهدي في تحصيل أسباب محبة الله تعالى، واستمري في مجاهدة نفسكِ، وعدم الاستسلام لوساوس الشيطان، وثقي بأنك لو صدقتِ اللجوء إلى الله في أن يشفيكِ من هذا الداء، ويزيل عنكِ هذا المرض، فإنه تعالى لن يخيب سعيك، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
وننصحك باختيار صحبة صالحة من النساء تؤنسك، وتدعوك إلى الخير، وتحجزك عن الشر، كما قال الله تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا {الكهف:28}.
وقد بينا حكم العشق وخطره، وطرق علاجه، وبعض أمور الرقية الشرعية في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 20078، 22003، 5707، 9360، 80694، 117632.
والله أعلم.