السؤال
يقال إن سورة الملك تنجي صاحبها من عذاب القبر، والزهراوين تأتيان كغمامتين. هل ذلك لمن قرأها مرة أو يوميا؟
يقال إن سورة الملك تنجي صاحبها من عذاب القبر، والزهراوين تأتيان كغمامتين. هل ذلك لمن قرأها مرة أو يوميا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن قراءة سورة الملك منجية ومانعة لقارئها من عذاب القبر، كما سبق بيانه في جملة من الفتاوى، وانظر الفتويين: 45019، 127664.
والظاهر أن ذلك لمن دوام على قراءتها أو قرأها كل ليلة؛ لما جاء في سنن النسائي والطبراني عن ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: "مَنْ قَرَأَ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} كُلَّ لَيْلَةٍ مَنَعَهُ اللهُ بِهَا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَكُنَّا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُسَمِّيهَا الْمَانِعَةَ"
وأما الزهراوان فقد ورد فيهما قوله صلى الله عليه وسلم "اقرأوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما.. الحديث رواه مسلم.
وصاحبهما هو الذي يصحبهما في حياته، ويقرؤهما دائما، أو يتدبر معناهما دائما، وهذا معنى المصاحبة. فقد جاء في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للمباركفوري: "وصاحبهما هو المستكثر من قراءتهما". وفيها أيضا: "وصاحب القرآن هو الملازم له بالهمة والعناية، ويكون ذلك تارة بالحفظ والتلاوة، وتارة بالتدبر له والعمل به". في فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي: "( فإن أخذها ) يعني المواظبة على تلاوتها والعمل بها بركة : أي زيادة ونما".
وجاء في طرح التثريب: "قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: مَعْنَى صَاحِبِ الْقُرْآنِ أَيْ الَّذِي أَلِفَهُ وَالْمُصَاحَبَةُ الْمُؤَالَفَةُ، وَمِنْهُ صَاحِبُ فُلَانٍ... وَقَدْ صَرَّحَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْقُرْطُبِيُّ بِاعْتِبَارِ الْحِفْظِ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: وَصَاحِبُ الْقُرْآنِ هُوَ الْحَافِظُ لَهُ الْمُشْتَغِلُ بِهِ الْمُلَازِمُ لِتِلَاوَتِهِ".
وفي عون المعبود شرح سنن أبي داود: صاحب القرآن: من يلازمه بالتلاوة والعمل والتدبر.. لا من يقرؤه ولا يعمل به".
فعلم مما ذكر أن الفضل الوارد في الحديث الشريف ليس لمن قرأ السورتين مرة واحدة، وإنما هو لمن داوم على قراءتهما وتدبرهما.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني