السؤال
أنا رجل عمري 48 سنة، ومتزوج منذ 24 سنة، ولدي خمسة أبناء، وكانت زوجتي تسافر كل سنة تقريبًا للخارج، وهذه السنة صدر مني وعد لها أني سوف أجعلها تسافر سفرًا خاصًا للكويت للتسوق لمدة 3 أيام، ولم أستطع أن أفي بوعدي لظروف عائلية؛ مما أثار حفيظتها، ونتج عن ذلك أن هجرت فراشها، ولا تتحدث معي، وقابلتها بالمثل بأن صددت عنها، ولا أتحدث معها بسبب أني شعرت أن تصرفها إهانة لي، ولعشرة 24 سنة، ونحن على هذا الحال منذ ستة أشهر، فعلى من يقع الخطأ؟ وما توجيهكم لنا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالوفاء بالوعد قد اختلف الفقهاء في حكمه، وسبق بيان أقوالهم في ذلك بالفتوى رقم: 17057، وقد رجحنا فيها قول الجمهور بأنه مستحب، وليس بواجب.
ولا شك في أنه مهما أمكنك الوفاء لها بما وعدتها به كان أولى، ولكنه ليس بواجب عليك، وإن كان ثمة أمر حال دون الوفاء لها بما وعدتها به، فكان ينبغي لها أن تلتمس لك العذر، فلكي تستقيم الحياة الزوجية، وتكون على أحسن حال، يحسن أن يكون أساسها التفاهم بين الزوجين، لا المحاسبة على القليل والكثير.
وإن كان الواقع ما ذكرت من أنها هجرتك، وهجرت فراش الزوجية لهذا السبب، فلا شك في أنها أخطأت خطأ بينًا، وفعلت ما يقتضي الإثم المبين؛ إذ يجب على الزوجة أن تجيب زوجها إذا دعاها إلى الفراش، فذلك من حقه عليها، فلا يجوز لها الامتناع من غير عذر شرعي، كما سبق أن بينا في الفتوى رقم: 21691، ولا يجوز للزوجة هجر زوجها كما أوضحنا في الفتوى رقم: 67305.
وعليه، فهي بهذا ناشز تسقط عن زوجها نفقتها حتى ترجع عن نشوزها، ويجعل له الحق في تأديبها على الوجه الذي جاء به الشرع؛ وانظر الفتوى رقم: 1103، والفتوى رقم: 29115.
وفي الختام ننصح كل من الزوجين تحري الحكمة والعقل، ومراعاة الشرع فيما يطرأ من مشاكل، بعيدًا عن العصبية، والتشنج فهذا مما يضر ولا ينفع، ولا يزداد الأمر بها إلا تعقيدًا.
وثمة أمر آخر وهو أنه ينبغي للزوج أن يحرص على أن لا يعد زوجته إلا بما يغلب على ظنه أنه سيفي به، فلو لم يفعل ربما وسوس الشيطان للزوجة، وجعلها تستشعر عدم اهتمام زوجها بها، فيقع ما لا تحمد عقباه.
والله أعلم.