السؤال
نحن طلاب جامعة في بلد مسلم أعجمي، ويوم الجمعة يخطبون خطبة معينة معلومة دائمًا؛ لأنه في مذهبهم لا يجوز إلا أن تكون بالعربية ـ كما هو معروف ـ فهل يجوز لنا أن نصلي الجمعة في مسجد آخر لنا بخطبة عربية؟ مع العلم أن هناك جلسة علم أسبوعية نقيمها، ولكن المعظم لا يحضرها أيضًا فتكون الخطبة بديلًا عنها؟ أفيدونا - بارك الله فيكم -.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فإن كنت تعني بقولك: في مسجد آخر ـ أي: أنكم الطلاب تقيمون جمعة أخرى مستقلة بكم: فإنه لا يجوز لكم أن تقيموا جمعة ثانية، وذلك لأمرين:
أولهما: أنه يمنع تعدد الجمعة في البلد الواحد من غير حاجة، كما فصلناه في الفتاوى التالية أرقامها: 189829، 107679، 119257.
ومجرد كون الخطبة في ذلك المسجد مكررة ليست هذه حاجة تبيح تعدد الجمعة, هذا إن كنت تعني أن الخطبة بالعربية ومكررة, وإن كنت تعني أنها بغير العربية، وأنتم لا تفهمونها، وهم يجوز في مذهبهم أن تكون بالعربية، فإن هذا أيضًا لا يبرر تعدد الجمعة، كما بيناه في الفتوى رقم: 189829.
ثانيهما: أنكم ما دمتم طلابًا تقيمون هناك للدراسة، وتنوون الرجوع إلى بلدكم بعد الانتهاء من الدراسة، فهذا يعني أنكم مقيمون، ولستم مستوطنين, ومن شرط صحة الجمعة الاستيطان, فلا تصح أن تقام بمقيمين في قول جمهور أهل العلم, جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: الاستيطان شرط في صحة إقامة صلاة الجمعة عند عامة أهل العلم، وليس في ذلك إلا خلاف شاذ لا يعول عليه. اهـ.
وانظر المزيد في الفتوى رقم: 193377، عن مذاهب العلماء في إقامة الجمعة للمقيمين غير المستوطنين.
وإن كنت تعني أنكم تصلون في مسجد آخر تقام فيه الجمعة بأهل البلد، فلا حرج عليكم في الذهاب إلى مسجد آخر.
والله أعلم.