الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصبر على المصيبة مع الرضا والتسليم هو الخير

السؤال

أنا شاب عزب، مارست الاستمناء فترة من عمرى، ثم حدث لي إصابة فى الخصيتين نتيجة حادثة، ثم ذهبت إلى الطبيب بعدما أصبت في الخصيتين تماما، وأصبح ليس لهما أي وجود. فقال لي الطبيب: إنني لا أستطيع الزواج بعد ذلك أبدا، وإنني فقدت رجولتي تماما، فلم يصبح لدي رغبة في العمل ولا القراءة ولا ممارسة الرياضة، ولا أي شيء مفيد، واسودت الدنيا فى وجهي، وأتمنى الموت أو الانتحار. فهل أنا فقدت الدنيا تماما والآخرة أيضا، وسأعيش تعيسا وشقيا طوال عمري في الدنيا والآخرة. أرجو الحقيقة بالله عليكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يأجرك في مصيبتك، وأن يشفيك ويعافيك.

ثم اعلم أن ما أصابك إنما هو بتقدير الله تعالى، وقضاء الله تعالى للمؤمن كله خير، فأنت إن صبرت على هذه المصيبة وابتغيت الأجر من الله تعالى كان ذلك خيرا لك، قال الله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {التغابن:11}. قال علقمة: هو العبد تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم. فاصبر على ما نزل بك من البلاء، واعلم أن الله لا يقضي للمؤمن قضاء إلا كان ذلك خيرا له، وأنه سبحانه أرحم بعبده من الأم بولدها، فلا يقدر للعبد إلا ما هو مقتضى المصلحة والحكمة، وأما ما سبق منك من الذنوب، فإنك متى تبت إلى الله عز وجل من فعلها محيت عنك، ولم تؤاخذ بها، فإن الله سبحانه هو الغفور الرحيم. فاستقبل حياتك بتفاؤل، وحسن ظن بالله تعالى، ولا تتمن الموت لما نزل بك من المصيبة، فإن ذلك منهي عنه، ومارس نشاطاتك المعتادة، واجتهد في عبادة ربك تعالى، والتقرب إليه، وسله الشفاء والعافية، فإنه سبحانه قادر على أن يرفع ما نزل بك من الضر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني