السؤال
سأحكي لكم قصتي من البداية على أمل أن أجد ضالتي في موقعكم الكريم: أنا شاب عمري 20 سنة ، أعزب ، بدأت قصتي حين تكاثرت عليّ الهموم والمصاعب في حياتي من حيث وضعي في حياتي، فكنت أمارس العادة السرية بكثرة، وكنت لا أذهب إلى الجامعة من الكسل، فكانت حياتي مثل الدواب، والحمد لله، قررت أن أتوب، وأبدأ حياتي مع الله عز وجل، فصرت أصلي وأقرأ القرآن، وانزاحت همومي فعلًا، وشعرت بالرضا عن النفس، وطمأنينة إلى أن جاء ذاك اليوم، فكنت أتصفح في الإنترنت عن عقوبة من يشتم الرسول عليه الصلاة والسلام، ففجأة شعرت بأني أريد أن أشتم، وهنا بدأت أسمع صوتًا في رأسي يشتم، وأصابني حزن شديد جدًّا، فعلمت أن هذه الحالة هي وسواس قهري، وتعالجت منه، وأنا الآن غارق فيما هو أعظم بكثير، فأنا الآن تأتيني أفكار عن الشك في الله ورسله، وأشعر بأني مقتنع بها كل الاقتناع، وعندما أريد أن أحاربها بالدلائل أجد نفسي، أو أشعر بأني غير مقتنع مما يزيد يأسي، وأنا على هذه الوساوس منذ ما يقارب الأربعة شهور، وشككت في كل ما يخص الدين، كل شيء، إلا أن هذه الوساوس كانت الضربة القاضية، فأنا الآن صرت أشك، وكأني مقتنع، وأشعر بأن الإيمان في داخلي ضعيف جدًّا، يكاد يختفي، وأشعر أني أؤمن بقصة تحكى، وكلما حاولت أن أجاهد هذه الأفكار تزداد، وكلما ابتعدت عنها تزداد، وحياتي أصبحت أفكارًا فقط، ولم أعد أذهب إلى أي مكان، بل أمكث في غرفتي فقط وأفكر، ولم أجد إلى الآن مثل حالتي على النت، وهذه شكوك أشعر أني مقتنع بها، ولم أعد أخاف منها كما كنت، فأفكر في الرسل فأشعر بأنها قصة، وأفكر في الموت، وعذاب القبر وأشعر أني مقتنع بأساطير، وأن كل ما حولي هو أساطير، وهذه الوساوس سيطرت عليّ، وعندما أشك بالله أفزع مباشرة، وأحاول أن أبتعد عن ذلك، وأصبحت أنغمس في هذه الأفكار دون أن أشعر، وأشك في أخطر أركان الإسلام، وهذه الأفكار مسيطرة عليّ، وكلما أجد أحدًا يذكر الله، أو أريد أن أقول: الحمد لله مثلًا أقول في نفسي: وهل الله موجود؟ أشعر بأني مخطئ في قولي، وأجد نفسي لا تريد أن تقتنع بأن الله هو الله، وأن محمدًا هو خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، لا أعرف ماذا أقول، كلما أدعو الله أو أتنفس تأتيني أفكار الملحدين نفسها، وكلما أرد بالدلائل أشعر بعدم الاقتناع، وهذه الوساوس أصبحت لا أجدها وساوس وإنما أفكار، وأحيانًا تأتيني طمأنينة بأني مؤمن، وأن أفكاري كلها غلط، وأقول الشهادة بقلب مرتاح، ولكني مباشرة أشعر أني كافر من جديد، وغير مؤمن، ومنذ أربعة شهور لم أهنأ بعدم التفكر، أو دقيقة من الإيمان الحقيقي، فأرجو مساعدتي لأني أريد أن أؤمن بالله حق الإيمان، وأن أؤمن بالرسل، وأن محمدًا هو خاتم الرسل، ولكن لا أشعر بالاقتناع مهما حاولت أن أقنع نفسي، وكلما أجد دليلًا تأتيني فكرة مضادة له، وشكرًا لكم.