السؤال
جاري عنده كلبان، والكلبان يسببان إزعاجًا كبيرًا جدًّا جدًّا لنا؛ لدرجة أننا لا نستطيع النوم، وقد قمنا بالشكوى له عدة مرات، لكن لا جدوى تمامًا، فهو لا يستجيب أبدًا، فما التصرف الواجب اتخاذه الآن؟ مع العلم أننا لا نستطيع الشكوى لأي سلطات عالية؛ لأن ابنه وكيل نيابة، والباقي معروف، فماذا أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز لجاركم الإصرار على التمسك بالكلبين؛ لما يترتب عليه من حصول الضرر لكم، هذا إذا كان يباح له اقتناؤهما للحراسة، ونحوها، فأولى إذا لم يكن مأذونًا في اتخاذهما، فإن إيذاء الجار من الكبائر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره. متفق عليه. ولقوله صلى الله عليه وسلم: والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول لله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه. رواه البخاري.
وبناء عليه، فيجب عليه إزالة الضرر عنكم؛ فقد ثبت مرفوعًا إلى النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: لا ضرر ولا ضرار. أخرجه الإمام أحمد، وغيره.
والأفضل أن تصبر على أذى جارك، وأن تنصحه بالتي هي أحسن، فإن هذا أيضًا من حقوق الجار، ومن الخلق الحسن، إلا إذا لم تطق تحمل أذيته، ولم يستجب لنصحك، فيجوز لك حينئذ أن تشتكيه إلى الجهات المسؤولة، فقد روى أبو داود، وابن حبان، والحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، فقال: اذهب فاصبر، ثم أتاه الثانية: فقال: اذهب فاصبر، فقال في الثالثة، أو الربعة: اذهب فاطرح متاعك في الطريق، فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه، فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه، فعل الله به، وفعل، وفعل، فجاء إليه جاره، فقال له: ارجع لا ترى مني شيئًا تكرهه.
فإن لم ترفع السلطة ضرره عنكم، فاستعينوا عليه بالكبير المتعال، فتضرعوا إليه سبحانه أن يكفيكم شره، ويدفع عنكم أذاه.
والله أعلم.