السؤال
يقول تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله)
ما المقصود بالظالم لنفسه؟ هل هو ظلم يتعلق بحقوق الله؟ أو ذنوب ومعاص بينه وبين الله؟ أم يدخل في ذلك ظلمه لغيره، واعتداؤه على غيره؟ وهل يمكن اعتبار الحاكم، أو ولي الأمر الظالم داخلا في قوله تعالى: ظالم لنفسه؟ وهل هذا دليل على عدم تكفير الحاكم الظالم؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الظالم لنفسه هو: المفرط في فعل بعض الواجبات، المرتكب لبعض المحرمات. والمقتصد هو: المؤدي للواجبات، التارك للمحرمات، وقد يترك بعض المستحبات. والسابق بالخيرات هو الفاعل للواجبات، والمستحبات، التارك للمحرمات، والمكروهات، وبعض المباحات. ذكره ابن كثير في التفسير.
ويدخل في هذا الحاكم الظالم؛ لقول الله عز وجل: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ[المائدة:45]، فالحكم بما أنزل الله تعالى فريضة متحتمة، وهو من لوازم الإيمان بالله تعالى، والحكم بغير ما أنزل الله يتردد بين أن يكون كفرا أصغر، أو كفرا أكبر، بحسب حال الحاكم.
وقد سبق لنا بيان ذلك في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 35130، 1808، 32864، 170175.
والله أعلم.