السؤال
يا علماء: أريد منكم أن تدعوا لي دعوة من قلوبكم الطاهرة أن يرجعني الله لطليقي، ويرد كيد أعدائي في نحورهم، وأرجع له معززة مكرمة؛ فنار زوجي ولا جنة أهلي، وقد تأثرت بطلاقي جدًّا، وأهلي سيذهبون بي لمستشفى شهار، وأنا والله في كرب لا يعلمه إلا الله، يا رب عونك، يا رب عونك، يا رب رحمتك، يا رب رده لي ردًّا جميلًا، يا رب أسألك أن ترده لي.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك السلامة، والعافية من كل بلاء، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، ويردك إليه ردًّا جميلًا، ونوصيك بالإكثار من الدعاء، والتضرع إلى الله تعالى، فهو خير مسؤول، وخير مجيب، وراجعي الفتوى رقم 70670 ، ففيها دعوات المكروب، والمهموم، والمحزون، والفتوى رقم: 119608، ففيها بعض آداب الدعاء، والتي إذا روعيت كان الدعاء أسمع وأقرب للإجابة.
واجتهدي في أن تهوني على نفسك الأمر، فقد تفارق المرأة زوجها، ويدخر لها من هو خير منه، قال تعالى: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا {النساء:130} قال القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن عند تفسير هذه الآية: أي: وإن لم يصطلحا، بل تفرقا فليحسنا ظنهما بالله، فقد يقيّض للرجل امرأة تقر بها عينه، وللمرأة من يوسع عليها. اهـ.
فسلي ربك إن لم يرجعك زوجك أن ييسر لك من هو أفضل منه، فإنك لا تدرين أين الخير، ففوضي أمرك إلى الله تعالى، فهو القائل: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
ونوصي بأن يتدخل من يصلح من أخيار الناس وفضلائهم -عسى الله أن يجري الخير على أيديهم-.
والله أعلم.