السؤال
أنا معلمة عمري 33 سنة، تقدم لي العديد من الخطاب، ولكن الله لم يكتب نصيبا، إما لرفضهم أو عدم شعوري براحة، وكان ذلك قبل ست سنوات، وقبل أربع سنوات تقدم لي شاب من قبيلة أخرى فاستخرت الله فوجدت تقبلا كبيرا له، ولكن صدمني رفض والدي الشديد، حيث وضع في الشاب أسوأ العيوب، حتى في نسبه، رغم أنه أفضل منا نسبا، وكل مرة يأتي يرفضه، فكلمت إخواني وكان رأيهم من رأي أبي حتى لا يعصونه، ولأنهم وجدوا المنفعة من بقائي، وأشعر بحزن وهم وألم يعتصر قلبي، لاتكالهم الشديد علي في المال، لأني آخر أخواتي، وهذا يجعلني أموت ألف مرة، وأحتاج إلى زوج وعائلة، وأشتاق لطفل، وأتعذب عندما أرى أخواتي كل واحدة منهن بيدها طفل، وهن أصغر مني، ولا أحسدهم، ولكن لأن أبي حرمني تلك النعمة، ولا يعلم أبي ما بداخلي من نار تحرقني، وأغض عيني عن الحرام كي لا أقع فيه.
وقد تحدثت مع أمي ومع خالي، وأيضا لم يبق ذلك الخاطب أحدا إلا أرسله إلى والدي، وهو يرفض ويقول: الله كاتب لها ما يتقدم إلا هذا، لو فيه خير زوجناه، وانتظرنا خمس سنوات ولم يطرق بابنا أحد، وظللت أربع سنوات أطلب منهم بأني سأتحمل تبعات هذا الزواج، حيث لدي مال ولله الحمد، ولن يضرني بشيء، وإذا كان لديكم شروط فالرجل متمسك بي، اشترطوا عليه ما شئتم، وإن أرادني سيبقى، وإن كرهني سيرحل، ولكن أبي يرفض، وهو يعلم أنه ذو خلق ودين، وجاء له رجال دين كثيرون يتوسطون للخاطب، وإخواني الذين يرفضون لا أجدهم في حاجتي،
فكل منهم متزوج ولا يدفع ريالا واحدا، لا لأمي ولا لأبي، إلا بالطلب والإلحاح الشديد والغضب، وعذرهم أن لديهم معلمة ليس لديها التزامات.
يالله لو يعلمون كيف أقضي ليلي بالدعاء والبكاء، لا أحد يلومني فأنا بشر، والحاجة لزوج ليست أمرا بيدي ولا بيد أحد، فما الذنب لو أني طلبت العفاف؟ وما العيب في طلبي الستر؟ ومن شرع لهم الحق في الزواج والإنجاب وحرمني منه؟
شاب متمسك بي وأنا راضية به، وذو دين وخلق، لماذا المنع والتحجير؟ لا أريد أن أشتكي أهلي، ولا أريد أن أفعل شيئا يغضبهم، وأريد فقط أن أعيش مع رجل يحبني وأحبه، وأريد أن أكون بين أولادي، حيث انتصف العمر، وأهلي لا يهتمون إلا بشيء واحد، رجل تقدم لأجل راتبك وليس لأجلك، حسبي الله ونعم الوكيل، أريد حلا فما بقي لدي حل إلا الموت.