السؤال
إذا امتنع الشخص عن الغيبة وكتمها، ولكنه تحدث بينه وبين نفسه دون أن يحرك لسانه، وكان يتحدث بداخله عن الشخص بما لا يرضيه، فهل هذا حرام؟ وإذا كان يفعل نفس الطريقة بمحادثة الذات الصامتة عمن ظلمه وكان مقهورا منه، فهل هذا حرام أيضا؟ وإذا حدث معي شيء في العمل أو حصلت لي مشكلة مع شخص، وأنا أحب الفضفضة ولا أستطيع كتم أموري، فكيف أستطيع إخبار الناس دون أن تحدث غيبة؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مجرد حديث الشخص بينه وبين نفسه معفو عنه لا يؤاخذ به ما لم يتكلم أو يعمل أو يعزم عزما جادا سواء كان ذلك عن الغيبة أو غيرها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم. متفق عليه. وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 41030، 54289.
ولا حرج على المسلم أن يتحدث صراحة عمن ظلمه لمن يستطيع أن يرفع عنه الظلم، كما يجوز له أن يتحدث عنه على سبيل القصاص، فقد قال الله تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ {النساء:148}.
ومن باب أحرى أن يكون الحديث عنه حديث النفس المعفو عنه أصلا، وانظر الفتوى رقم: 79100.
كما أن حديثك مع الغير عما يحصل لك من مشاكل وغيرها لا حرج فيه إذا خلا من الحرام كالكذب والغيبة والنميمة والتسخط من المقدور.. وانظر الفتويين: 227230، 120717.
والله أعلم.