السؤال
توجد آية من القرآن تفيد أن ربنا وحده من يعرف ما في الأرحام، وفي الوقت الحاضر توجد أجهزه تعرف هذا الشيء، والغرب قد استطاعوا أن يخرجوا خارج كوكب الأرض، وتوجد آية تقول إنهم لا يقدرون على ذلك، حلمت بأنني قاعد مع الرسول عليه الصلاة والسلام وطلب مني أن أحرك الصخر دون أن ألمسه.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما كون بعض الناس أمكنه أن يعلم عن طريق الأجهزة ما في الرحم من ذكر أو أنثى فلا يعارض هذا قول الله تعالى: اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى {الرعد:8}.
وقد بينا وجه إزالة هذا الإشكال في الفتوى رقم: 36924، فانظرها.
وأما الإشكال الثاني: فإنه لم يرد في القرآن ما يفيد امتناع أن يخرج الناس من الأرض، ولعل الآية التي فهمت منها هذا المعنى هي قوله تعالى: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ {الرحمن:33}.
وقد وضح ابن كثير المراد من هذه الآية، فقال ما عبارته: أَيْ لَا تَسْتَطِيعُونَ هَرَبًا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ، بَلْ هُوَ مُحِيطٌ بِكُمْ، لَا تَقْدِرُونَ عَلَى التَّخَلُّصِ مِنْ حُكْمِهِ وَلَا النُّفُوذِ عَنْ حُكْمِهِ فِيكُمْ، أَيْنَمَا ذَهَبْتُمْ أحيط بكم، وهذا في مقام الحشر، الْمَلَائِكَةُ مُحْدِقَةٌ بِالْخَلَائِقِ سَبْعَ صُفُوفٍ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ عَلَى الذَّهَابِ إِلَّا بِسُلْطانٍ أَيْ إِلَّا بِأَمْرِ اللَّهِ يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ كَلَّا لَا وَزَرَ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ {الْقِيَامَةِ: 10ـ 12} وَقَالَ تَعَالَى: وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ {يُونُسَ: 27} وَلِهَذَا قال تعالى: يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ ونحاس فلا تنتصران. انتهى.
وأما رؤياك: فلا علم لنا بتأويلها بيد أن من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقد رآه حقا إذا رآه على صورته التي كان عليها في الدنيا، وقد يرى غير النبي صلى الله عليه وسلم على غير صورته يوهمه أنه هو وحينئذ لا يكون رائيا للنبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.