السؤال
أنا شاب أعمل في مجال الدعاية لمجموعة من المنتجات الطبية، وطبيعة عملي تتضمن القيام بزيارات يومية للأطباء لتقديم المنتج أو لتذكيرهم به ـ وهو الغالب ـ وتطلب مني الشركة عددا محددا من الزيارات ـ 10 على سبيل المثال ـ ويطلب منا تحقيق مبيعات سنوي ـ مليون ريال مثلا ـ وهناك عمولة إذا تجاوزت الهدف المحدد تقاس بنسبة معينة، والمشكلة أنني ومع مرور السنين من عملي على نفس المنتجات بدأت أشعر بملل شديد، وتمر بي ظروف سيأتي شرحها، فقمت بتقليص القائمة التي أزورها لأسباب، وهي أن بعض الأطباء غير مهتمين من ناحية مردود المبيعات، والبعض الآخر بسبب مواقف حصلت بيننا على مر السنين، وصرت أقلل من عدد الزيارات اليومية إلى ما يعدل النصف كمتوسط بسسب بعض الظروف التي أثرت علي نفسيا، ومع هذا فلازلت أحقق الهدف المطلوب مني وزيادة، بسبب توفيق الله أولا وأخيرا، ومن ثم خبرتي الطويلة وعلاقاتي المتينة مع عدد من الأطباء المهمين، وعلى مدى آخر خمسة أعوام كنت من المميزين جدا على مستوى الشركة كلها في المبيعات وإدارة النشاطات الجانبية، مثل المحاضرات واللقاءات مع الأطباء، وتمنع شركتنا أن يكون للموظف أي عمل آخر غيرها، وخاصة مؤسسة صيدلانية مسجلة باسمك تحديدا، حتى لا يؤثر على عملك فيها، وكنت قد أسست عدة أعمال في المجال الصيدلاني بدون علم الشركة، وكانت الأمور جيدة في البداية، ثم بدأت المشكلة قبل قرابة ثلاث سنوات عندما تعرضت لخسارة فادحة في أحد هذه المشاريع بسبب أخطاء في الإدارة وغدر الشركاء، ثم انهارت كل المشاريع، وترتب علي ديون كثيرة, فلجأت إلى الله بالدعاء ليفك عني الكرب، فتيسر لي أمر حاولت من خلاله تدارك الأمر بتأسيسي عملا جديدا، فكان فيه عدم توفيق واضح رغم الاستخارة، وزادت علي الديون واشتد الكرب علي، ولجأت إلى الله بصدق ليفك عني الكرب، فلم أر أي أثر للإجابة، بل زادت الأمور سوءا....وتأخر الزواج رغم الحاجة الماسة له، وأحاول أن لا أشكو همي لغير الله، لكن تدافع الخطوب علي وعدم قدرتي على التحمل، وكثرة الدعاء دون أي أثر للإجابة جعلتني أشك أن تقصيري في الزيارات المطلوبة مني للعمل هي السبب في هذا الكرب وأنها أدخلت علي مالا حراما، والأسئلة هي:
أولا: هل التقصير في الزيارات أدخل علي مالا حراما أدى لهذا الكرب وعدم إجابة الدعاء؟.
ثانيا: هل عدم وجود أثر للإجابة وانحدار الأمور دليل على عدم إجابة الدعاء؟.
ثالثا: حاولت أن أصحح وضع الزيارات، ولكن حالتي النفسية السيئة وتحقيقي لهدف المبيعات المطلوب يثنيني عن ذلك، فهل هذا عذر لي أم يجب علي ترك الشركة؟.
رابعا: منذ صغري أصلي ولم أتعامل بالربا قط وعلى العقيدة السلفية عقيدة أهل السنة والجماعة وأرفض البدع. ومن أهل المسجد دائما إلا أن صلاة الفجر تغلبني أحيانا في البيت، لكنني غالبا أصليها في المسجد ـ ولله الحمد ـ وأداوم على أذكار الصباح والمساء، وأقرأ معظم ما صح عن أدعية قضاء الدين وتفريج الهم كل يوم.