الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محاذير الافتتان والمحادثة والحب بين الجنسين وعلاجه

السؤال

ما حكم المحادثة بين الشباب والفتيات إن كانت فقط عن طريق الكتابة؟ وهل الحب العذري حرام؟ فقد انجذبت إلى شاب وكنت أحادثه لكنني تبت إلى الله، والمشكلة أنه لا يغادر بالي، مع أنني أحاول طرد هذه الأفكار وأذكر الله كثيرا، وقد علمت بحال ذاك الشاب، فهو الآن محبط وتعيس ويحاول الاتصال بي بشتى الوسائل، وقد وعدني بالزواج عندما ننهي دراستنا، فهل من المحرم أن أفكر فيه؟ وهل يجوز أن أتكلم معه كي أبين له حكم المحادثة بين الجنسين؟ وهل علي إثم إن أحبني؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففتنة الرجال بالنساء عظيمة، وكذلك فتنة النساء بالرجال، فقد جعل الله سبحانه في فطرة كل منهما الميل إلى الآخر، وجاء الشرع بتهذيب ذلك، وجعل سبيل كل منهما للآخر الزواج الصحيح، وفي المقابل حذر من كل ما يمكن أن يؤدي إلى الفتنة بينهما، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.

والمحادثة بين رجل وامرأة أجنبية عنه، سواء عن طريق المشافهة أو الكتابة أو غيرها، فكل ذلك من الذرائع إلى الفتنة، فلا تجوز مثل هذه المحادثة إلا للحاجة، مع التزام الضوابط الشرعية، فتكون بقدر الحاجة، مع اجتناب كل ما يمكن أن يدعو للفساد، وانظري الفتويين رقم: 30792، ورقم: 1932.

وما يسمى: بالحب العذري ـ وهو الذي يكون بين رجل وامرأة أجنبية عنه، وقد يصفه بعض الناس بالحب البريء أو العفيف، فإنه من الحب المحرم، فلا تجوز العلاقة العاطفية بين رجل وامرأة أجنبية عنه إلا في إطار الزواج، وراجعي الفتوى رقم: 30003.

ولمعرفة أنواع الحب، وحكم كل نوع منه راجعي الفتوى رقم: 5707.

وإذا أمكن للمتحابين الزواج كان أمرا حسنا، فقد روى ابن ماجه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

وقد أحسنت بتوبتك من المحادثة مع الشاب المذكور، فجزاك الله خيرا، وما قد ينتابك من خواطر حوله لا مؤاخذة عليك فيها، فقد قال الله عز وجل: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.

ولكن عليك الحذر من الاسترسال مع هذه الخواطر، فقد تؤدي إلى شيء من العواقب السيئة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني