السؤال
هل أستطيع أن آخذ بقول ابن تيمية أن يسير النجاسة معفو عنه مطلقا، ولو كان في الطعام، خصوصا أنني مصابة بالوسوسة وذلك في المسألة التالية:
قمت بالاستحمام و أنا حائض ـ أكرمكم الله ـ و أثناء ذلك قمت بغسل مقعد الاستحمام بالصابون الذي غسلت به جسمي من الأسفل وكان نجسا بدم الحيض ـ أعزكم الله ـ وشطفت جسمي بعد ذلك وكذلك المقعد، واستعملت يدي للدلك أثناء صب الماء، لكن المقعد بقيت به ترسبات الصابون؛ لأن الصابون كان من النوعية الرديئة، ولأن بعض الأماكن منه كان بها القليل من ترسبات الغبار والدهون فعلق بها الصابون، فقمت بصب الماء عليه فقط؛ لأنه ظهر لي أثناءها أنه لإزالة هذه الترسبات يلزم استعمال شيء خشن كالخرقة التي تستعمل لغسل الأواني، وكنت قد أطلت في الاستحمام حوالي ساعتين، واستعملت ماء كثيرا، فتضررت يداي فتكاسلت عن غسل المقعد، في الغد صببت عليه ماء به صابون غسل الثياب، ثم صببت عليه ماء نظيفا دون دلكه، وكل مرة أتكاسل عن غسله؛ لأنني أطيل في غسل الثياب وغيرها فأخاف كل مرة أغسل فيها شيئا نجسا، وكنت حين أريد ذلك أحس أن ذلك يستلزم مني وقتا طويلا فأتركه كلية، رغم أنه فيما بعد ظهرت لدي بعض الأماكن فيها آثار صابون تبدو سهلة التنظيف دون الأخرى.
المهم بعد جفافه بقيت بعض ترسبات الصابون في بعض الأماكن منه دون غيرها، لكن أمي جلست عليه أثناء إعداد رغيف وكان بيدها زيت، وأمسكت بالمقعد وأكملت إعداد الرغيف بيدها مباشرة وأعادت استعمال الزيت، وكانت بين الحين والآخر تمسك المقعد إن وقفت وأرادت الجلوس، فأنبني ضميري وخفت من تنجس الطعام وكل ما لمسته بعد ذلك وبيدها الزيت كمناديل الطهي والمقلاة التي بها أيضا من الخارج ومن الداخل من فوق طبقة دهنية متفحمة لا تزول بالغسل، والإناء الذي استعمل لطهي الرغيف والذي تبقى به ترسبات الدهن وتتفحم لكنها تبقى دهنية لأننا في منطقتنا لا نقوم بغسله، والآن كلما خبزت واستعملت تلك المناديل الذي بقي بها بعض الدهن أو المقلاة أخاف من مسألة تنجس الطعام، فماذا أفعل؟
أرهقني الوسواس، وتسبب لي في التقصير في بعض الأمور مما جعلها تزيد وسوستي، وكلما نويت تركه كلية عاد إلي بقوة وتأنيب ضميري بسبب إحساسي بتقصيري أرهقني وأضعف مجابهتي للوسواس، وكلما أردت ذكر الله خفت من تنجس فمي بسبب الطعام، كما أخاف من انتشار النجاسة فيما ألمسه من أغراضي، وإلى ما في ذلك.
جزاكم الله خيرا.